إن القاعدة التي يمكن أن نبدأ منها استقراء الوضع السياسي للمجتمع وبصور مصغرة للشباب ، يجب أن تطرح إشكالية الشباب في التصور، في الاعتقاد , في الصورة الكاملة الكامنة في تبنيه الأشياء ’والرؤية البديهية التي يمكن أن يتسنى له الأخذ منها أو السير نحو هدفه، هي الاشكالية الكبرى التي قانونها أو مبدؤها أين يمكن أن نضع الشاب ’ أو متى ننظر للشاب أو أين موقعه من كل ما يجري حوله ، تلك هي الأطروحة التي نبدأ منها… فالسياسة سلوك تربوي يعتمد على الترويض ، والسؤال الذي يطرح للشباب استيعاب ذلك وتبنيه، أنا لا أعتقد ذلك لأنه لا يمكن لتربة خصبة أن تنهل دون استقراء أو تعمل دون سؤال ، فالشاب رغم كل المغريات لا يستطيع إلا أن يسأل ويعيد السؤال، إلى أن يذهب إلى ما صوره من محاسن عملية وواجبات قدسية نحو الوطن … فالسياسة هي المدلول المطابق للحكم والإشكالية هي كيفية التلقي لنوعية هذه السياسة ومن يديرها ومن يقوم على تبنيها ومدها بالعقول الخصبة الفياضة التواقة إلى المزيد …؟ فهذا طرح إجمالي للقضية والتفصيل فيها يؤدي إلى المزيد ، إذن يمكن من هذه المعطيات أن تعين عنصرها الأساسي وهو الفتى الذي يمكن أن يحمل التصور الوطني على الخصوص كي يستطيع حمل راية البناء ويحطم الأغلال الإجتماعية فهو إذ يمكن له العمل دون قيد هناك ، كذلك الخطوط العريضة للعمل نحو تشييد المد الشبابي الذي سيحمل المشعل ، ونحن إذ نتحدث الآن نتحدث عن عبارة رنانة ، يمكن أن يستعملها أي سياسي لدعوته الانتخابددية أو نخبوية العمل أو التكوين للخلايا واللجان العاملة هنا وهناك لكننا نتحدث عن الشاب صاحب القرار أو الفتى المتزمت ، الفتى العملي الحركي الذي يبعث في الأمة الروح المتشبعة بالقيم والأخلاق التي هي جزء من النظام السياسي الذي سيظهر للوجود على أيدي الشاب ، فسياسة العمل الشبابي هي سياسة التحرك الصارم وديناميكية العمل، حيث يمتد هذا الصرح مسقطا كل النظريات التي تشبه هذا العامل الرئيسي في الأمة بأفيونها ، فالشباب هو عصبة الأمة ونخوتها ، كبرياؤها وعظمتها فمتى بقي الشباب بعيدا عن القرار السياسي بقيت الأمة بعيدة عن طرح مشكلها والنيل من أعدائها والنهوض بها لتخطو خطوات نحو المستقبل ، مستقبل الجيل الجديد فتمر هناك قوافل النجباء قوافل الفاهمين لهذا الوضع والعارفين لخباياه، فالحياة للشباب والشباب للأمة.
نتصور المستقبل الركيزة الأولى التي يمكن تبني سياستها ، فسياسة الشباب المستقبل ومستقبل الشباب سياستهم، فهل يمكن لأحد أن يأكل جزءا منه ،هذا لا يمكن أبدا فبتفهم بسيط نجد العلاقة الوطيدة بين هذين العنصرين القويين في البناء الوطني ، فالسياسة ليست خاتم سليمان والشباب ليس كله النهضة ، بل هناك قياسات معينة وعينات تستوحى من الواقع ، فهنا تحل المشكلة وتصبح العلاقة بين السياسة والشباب مترادفة.
وأعتقد جازما أن القضية الكبرى أو الإشكالية هي الكرة المرمية بين يدي الشباب وهي تبنيه الأشياء ، هل نتبناها بعاطفة أو استقراء لكل جوانبها ودراسة متأنية لكل خلفياتها ولا يمكن أن نخطو خطوة إلا بعد التيقن الأكيد من سلامتها و نجاعتها بعد ذلك تستطيع هذه الشريحة أن تضرب الطبل ، معلنة عن نجاحها وامتلاكها لمفتاح البناء وسيادتها على الصراعات والتناطحات التي تحيط بها من هنا وهناك … وإذ تتبنى تلك الخطى التبني الصريح الشامل غير المعطل لطاقات الشباب تكون سارت نحو هدفها أو بالأحرى نحو أهدافها التي تكون كذلك قد سطرت لها المزيد من الخطى ، التي تحمل هموم هذه الشريحة وبالتالي تكون قد أخذت من منبع ووصايا الشهداء المارين من هذا الطريق نحو استكمال الأهداف التي نعمل جميعا من أجلها … فموقعنا الآن أضحى نقطة قوة تعتبر لصالحنا وعزمنا على خوض غمار السياسة ونضرب الحائط بالقواعد …من السياسة ترك السياسة …هذه المقولة التي تبعد شريحة عظمى من أن تأخذ بحقها ونصيبها في هذه الحياة ، فالموقع الاستراتيجي يعتبر نقطة فاصلة في ميزان الفوز والخسارة القوة والضعف لنستقر بعد ذلك إلى هذه الحقيقة وهي لا فرق بين الفتى السياسي وسياسة الفتى التي تعني الحكم أو العمل على تحكيم الرأي الوطني في كل المسائل النابع من قناعة شبانه ، الذين حتما سيصيرون غدا رجالا وبعد غد ماضون إلى لا هدف ولا غاية إلى التراب … وعندئذ تكون القاعدة … الشباب إشكالية الفاسد والصالح …؟ والسياسة واقع حتمي …؟؟ فلا نستطيع تضييق هذه المرادفات مع بعضها البعض، إلا إذا كان لدينا شباب واع وعيا حضاريا رساليا لمكانة هذا الوطن …؟
الشباب اليمني والسياسة.. أية علاقة؟!
أخبار متعلقة