لا ننكر جميعا أننا نكرة الحرب لما تسببه من ذمار ورماد وأشلاء لمواطنين أبرياء ليس لهم ذنب سوى الرغبة في الحياة الآمنة وإعادة أعمارها والعيش الكريم ، لتظل الخيارات نحو أرقى صيغ التنظيم والبناء المؤسسي والسلم الاجتماعي هي الدافع الأساسي في الخوض في أصعب الخيارات وأمرها .
فما يحدث اليوم من أنماط لمخالفات خطيرة وذروة في الصراع السياسي والعسكري هو السبب الرئيسي في انعدام الأمن والأمان بمختلف مجالاته، فهناك شره على السلطة وهروب واضح من تنفيذ مخرجات الحوار الوطني من قبل جماعات متمردة تتخذ من العنف مصدرا لتجديد بقائها وجميعهم يستخدمون الدين لتبرير تمردهم وإخفاء دوافعهم السياسية القبيحة والقدرة لإعادة التخلف والجهل وتقويض العملية السياسية ومنع فرض شرعية الدولة الجديدة دولة الحق والقانون وهنا تظهر جليا العلاقة المتبادلة بين استمرار الحرب والصراع السياسي لأنهما وجهان لعملة واحدة وهي الإرهاب .
وكلما سعت القيادة الحكيمة ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي إلى تطبيق العدالة والشراكة والإنصاف واستخدام مبدأ الحوار بدلا من الدم وفقا لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني كلما خرجت هذه الجماعات من جحورها المتآكلة لإشعال العنف وارتكاب الانتهاكات ومحاولة الوصول إلى نتائج تمكنهم من تحقيق بعض أجنداتهم فجميعهم يملكون أيدلوجيات وخلفيات إقليمية ممتدة تريد أن تحول اليمن إلى موطن ومصنع للإرهاب بمختلف أشكاله.
والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا يتم الإساءة والاعتداء على الناس في هذا البلد النامي المتطلع لحياة كريمة وعادلة ومتطورة وفرض الفشل في التوصل إلى تنفيذ الحلول الرئيسية التي توافقنا عليها بالحوار والتي يفخر بها القاصي والداني في العالم بأسره ولماذا لا نتمسك بالأسباب التي تقودنا إلى التخفيف من أسباب تجدد العنف وحصول الانتهاكات بدلا من أن نغرق بمستنقع الموت والذمار ؟
أعتقد أنه عليكم جميعا أن تحيوا مبدأ التعايش والتخلي عن سلاحكم وعن صيغ الاغتصاب والتحدي السافر للدولة وقيادتها الحكيمة والشعب بأكمله وإيقاف أي تداعيات والعودة للمربع الرئيسي لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والمشاركة في البقاء لأنه الطريق الآمن والمختصر والمفيد لخروجكم من عنق الزجاجة المليئة بدماء اليمنيين الشريفة والطاهرة .
مالم فاعتقد أن القائد الجسور ومعه شعبه الطموح لن يسمحوا بإجهاض حلمهم المشروع -الدولة اليمنية الاتحادية - وسيكون هناك بسط لنفوذ الدولة في كل الأجزاء وهناك سلام اجتماعي بين كل الأقاليم وتقاسم عادل في السلطة والثروة رغم أنف الحاقدين والمغرضين والدمويين وسنكمل استحقاقات المرحلة في موعدها بإذن الله تعالى .
فالحمد لله الذي أنعم علينا بقيادة ترجح العقل على العاطفة وتؤمن بالصبر لأنه مفتاح الفرج ، قيادة شريفة الكلمة والفعل واليد تسعى بكل ما تملك لتثبت لشعبها وللعالم بأسره أن اليمن ليست مرتع الإرهاب ولا صانعته وأن شعب اليمن قادر على صناعة الحياة وإعادة مجده وحضارته لأن الشعوب التي تمتلك حضارة هي التي تنهض من جديد ولا تستسلم مهما كانت النكسات والمؤامرات و لأنه البلد المعروف على مر التاريخ ( اليمن السعيد ).
*رئيس التحالف الشعبي الديمقراطي المدني
صبرا...الهادي سينتصر
أخبار متعلقة