الهوية الوطنية تمثل الهوية الاجتماعية وتعبر عن نزوع عميق لتقدير الذات وهي ليست بنية ( ستاتيكية ) مغلقة أحادية تعمل على المستوى المنطق من الحضور أو الغياب ، إنما بنية ( ديناميكية) منفتحة متعددة إبعاد وتتصف بالمرونة والتلقائية والنسبية على صعيد الحركة في الواقع تسهم في تحقيق الأمن النفسي والاستقرار للإنسان من خلال تعزيز شعوره بالمكانة والاحترام والكرامة ..
وترتبط الهوية الوطنية برموز متنوعة وتتشكل عبر صيرورات مجتمعية داخلية وخارجية تندغم ضمن الجماعة النفسية..
ان كل انسان يحتاج ان يكون مميزاً على انه يمتلك هوية ذات قيمة ، تتمثل بثلاثة مستويات من الهوية هي: ( هوية فردية ) و(هوية اجتماعية ) و ( هوية انسانية ) . وابرز مصاديقها هي ( الهوية الوطنية ) المنبثقة عن وعي الفرد بكونه ينتمي الى ( وطن ) وهي هوية تتفاعل معه هويات اجتماعية في المجتمع وفقاً لانماط متنوعة ..
وتحدد المكونات الاساسية للهوية الوطنية بـ ( بنية المعتقد، الارث الوطني ، التجانس الثقافي، التمركز الاثني ) .
فالهوية الوطنية بمفهومها العصري هي الفكرة التي تعكس وتحدد سمات الشعب او الامة والتي هي نتاج خصائص الثقافة الجماعية التي تشبع الأمة بشعور محدد وتضع الأسس التي تبنى عليها حياة سياسية مستقرة في البلد ، حيث التماسك الاجتماعي والوحدة السياسية ..
إن الهوية الوطنية تتشكل لدى الشعب أو الأفراد في سياق رغبتهم العميقة في تقدير الذات وتحصل المكانة والاحترام وإلادراك الايجابي للوجود الإنساني . فهي عملية اجتماعية تعبر عن هوية اجتماعية تتراص مع الهوية الفردية والهوية الإنسانية وتمنح صيرورة طبيعية في الواقع النفسي والاجتماعي تمارس أدوارا ايجابية على صعيد التفاعل الاجتماعي دون أن يعني ذلك عدم إمكانية الزج بهذه الصيرورة في مسارات سلبية بناء على التوظيف المشوه لها في سياقات وأجواء نفعية تدميرية .
ويمكن تمييز ثلاثة جوانب من الهوية :
1ـ الهوية الشخصية .
2ـ الهوية الاجتماعية .
3ـ الهوية الجمعية .
أن أسس نظرية الهوية الاجتماعية متصلة وترابطة بين سلوك الأفراد والجماعات . إذ أن السلوك الاجتماعي يمكن أن يكون في متصل بطرفين هما ( السلوك بين الأفراد ) و ( السلوك بين الجماعات) .
والتصنيف الاجتماعي هو عملية ضم للموضوعات والأحداث الاجتماعية معاً في مجموعات متكافئة مع ملاحظة الأنشطة الفردية ونسق المعتقدات الفردية والتفاعل بين الفروق القيمية المشتقة اجتماعياً الآليات المعرفية للتصنيف هامة بشكل خاص في كل التباينات الاجتماعية بين ( نحن ) و ( هم ) في كل التصنيفات الاجتماعية حيث يوجد التمايز بين مجموعة الأفراد والجماعات الخارجية .
أن الوعي بعضوية فئة عامة شرط كاف وضروري لشعور الأفراد بأنهم يكونون ويتصرفون كجماعة ..
وهناك نظرية تصنيف الذات هي من اجل تطوير وتعميق نظرية الهوية الاجتماعية والتي تعمل على تحليل الصراع والتغيير الاجتماعي والتركيز على حاجة الأفراد إلى التمييز الايجابي لجماعتهم الداخلية بمقارنتها بالجماعة الخارجية لتحقيق هوية اجتماعية ايجابية . وتعمل نظرية الذات على وضع تفسير مفصل للأساس الاجتماعي المعرفي لعضوية الجماعة ..
إذن هويتنا هي هوية وطنية يمنية والدليل على ذلك هي وجود تاريخ طويل ومشترك في الفضاءات الثقافية والمؤسسات الاجتماعية والمجالات الإنسانية عامة ..
فعلينا جميعاً أن نحمل هذه الهوية الوطنية وان نتحلى بها ونعمل من اجلها ونرسخ مفاهيمها الاجتماعية والإنسانية ..
الهوية الوطنية هي المعنى الإيجابي للوجود الإنساني
أخبار متعلقة