على قدر ما أسعدني اهتمام وزير التعليم العالي بأمر البحوث العلمية وإن كان هذا الاهتمام ما زال مقتصراً على المطالبة باعتماد الميزانية لذلك حتى الآن، على قدر ما أحزنني وأحبط آمالي التي هي جزء من آمال الكثيرين غيري، تغافل الوزير عينه عن الخوض في واحدة من أولويات اهتماماته ومهامه ومواصلة سيره على نهج من سبقوه في عدم تناول واقع الجامعات الأهلية ( الاستثمارية) المؤسسي الأكاديمي أو النظر في حقيقة مخرجاتها العلمية البحثية التي ما انفكت تراوح عند حدود نصب ورفع يافطات تغطي قدر ما تستطيع من واجهات المباني والشقق السكنية في ماراثون تنافسي لاجتراح أبلغ المسميات الدعائية الرنانة جذباً وتسويقاً وإثارة وفي مختلف الاختصاصات الدينية والدنيوية .
جامعات أهلية بلا قيمة أو أهلية شكلاً أو مضموناً.. جامعات الكل فيها زبون.. كاش يدفع أو عربون .. مبانيها لا تصلح أن تكون فصولاً مدرسية ابتدائية أو سجون.. دخلها وفير وخرجها يسير.. صاحبها غير ملزم بإنشاء بنايات.. وقاعات محاضرات .. ومساحات تشجير ومكتبات حسب الأصول.لأن المطلوب كم غرفة نوم أو مقيل . وكم سبورة ومقعد وإداري تسجيل ومكتب.. ومدرس همة يحسن دخله ويمشي حاله .. يبيع كم ملزمة من تأليف غيره.. مؤدب يؤدي المطلوب منه ويمشي له .. المهم لا أحد من الطلاب يرسب أو يغضب وبعد أربع سنوات يتخرج يبحث عن وظيفة ودرجة أفضل.. خريج لا يسأل أو يُسأل.
( جامعات) أهلية خاصة. دورها الإسهام بالطول والعرض في تدمير وطمس وتراجع العملية التربوية التعليمية مدخلاتها في «الخية» ومخرجاتها ألعن «أضرط» من يراقبها من يشرف عليها من يتابع ويقيم أداءها من يجيزها الله وحده يعلم جامعات ورياض أطفال ومدارس خاصة وأهلية إذا كان في العمر بقية سنعود لنبين كيف أنها تربح تكسب والمجتمع هو من على طول الخط يخسر.
وتلك مصيبة أخرى
أخبار متعلقة