إنهاء خطر الإرهاب يبدأ بنجاح الجيش بالقضاء على تمركزاتهم بشكل نهائي ، وليس بفتح مخرج طوارئ لنقل الخطر مؤقتاً من محافظة الى محافظة. أما اليقظة الأمنية الاستخباراتية فهي المعنية بالحرب المستدامة ضد الارهاب قبل الحملة العسكرية وأثناءها وبعدها.
إنتصر الجيش في الحرب الأولى على التنظيم الإرهابي القاعدي في أبين وشبوة. غير أن ممراً للطوارئ فتح لتلك الفلول المشتتة لتنتقل الى عزان وشقرة وبعض المناطق في البيضاء ومأرب. وتضافرت هذه الثغرة مع الانكشاف الأمني الكبير المتمثل في دخول الدولة في حالة من الشلل والضعف أدت الى جملة اختلالات هددت ، ومازالت تهدد بقاء الدولة ذاتها والكيان الوطني اليمني إجمالاً. وهو الوضع الذي تمكنت من خلاله خلايا الارهابيين من هز البلد بكله بعمليات إرهابية فاجعة في استباحتها لهيبة الدولة في أهم مراكزها السيادية « العرضي »، والعسكرية «المناطق العسكرية التي تم اقتحامها ، والمذابح الجماعية للجنود والضباط ، والاغتيالات».
وخلاصة القول أن لدينا المحددات التالية :
- لابد من استكمال المهمة العسكرية بدون إتاحة منفذ لنقل الخطر الى محافظات جديدة.
- مراجعة الأداء الامني جذرياً كهيكلية وأداء وأهداف جميع نواحيه ومجالاته.
- تعديل مسار المحاصصة والتقاسم للوظيفة العامة وإيقاف العبث بالمال العام.
- البدء بتوجه وطني عام للسلطة الانتقالية يستفيد من التلاحم بين الجيش والدعم الشعبي الذي تجلى في مساندته ؛ بهدف تلافي الانحرافات الكبيرة في مساري الحوار وأداء الدولة على ارض الواقع ؛ لتجنيب اليمن واليمنيين مخاطر تلوح في الأفق : التمزق والتفتيت وانهيار الدولة ..
***
إصلاح مسار التسوية السياسية
يتطلع الرأي العام المساند للجيش أن تكون الحرب الثانية ضد الإرهاب الخطوة الأولى لتدشين تلاحم وطني لإصلاح مسار التسوية السياسية.
ذلك أن مسار التسوية السياسية قد تم الالتفاف ؛ ومن أهم نقاط التعطيل :
ضعف الدولة وغياب «القرار السياسي» الفاعل في مواجهة مخطط الاستنزاف والتدمير والتخريب والاقتتال الأهلي ؛ الذي شهدته اليمن خلال الثلاثة أعوام الفائتة.
والتعطيل والالتفاف الموازي تم في مسار الحوار من خلال استبدال برنامج التسوية تدريجيا ببرنامج آخر يتوهنا من خلال “ إعتناق “ العناوين المجوفة بطريقة تنظيرية تبشيرية سطحية ؛ لا تضع في اعتبارها ضرورة وجود الدولة وقدرتها كضامن أساسي لا غنى عنه سواء كانت الدولة بسيطة أو مركبة. وهذا الإغفال لغم مسار الحوار بألغام تدفع اليمن نحو التمزق والتفتت والهلاك ؛ أكثر من كونها طوق نجاة من أثقال الوضع “ السابق “ وهاويات الأنتقال ومآزقه
***
الحرب الثانية ضد الإرهاب ؛فرصة أخيرة «للدولة » لاستعادة قدرتها وهيبتها.
هذا التلاحم بين الجيش والشعب يلوح الآن كـ “ مخرج طوارئ “ متاح للخروج باليمن من المضيق المرعب الذي «حنبت » فيه منذ ثلاث سنوات
الفرصة متاحة ... لإصلاح المسار كله من بوابة المحفد وعزان .
أغلقوا “ مخرج الطوارئ “ !
أخبار متعلقة