يمكننا أن نقول إن الجيش اليمني قد كسب المعركة مقدماً هذه المرة ضد التنظيم الإرهابي القاعدي في شبوة وأبين ؛ كسبها لأنه يؤدي جيداً ؛ هذا أولا ؛ وكسبها ثانياً لأنه ضمن سد " ثغرة " الإعلام ؛ لأن كل المحاور الإعلامية مؤيدة للجيش ؛ وتحديداً الاعلام الحزبي والمستقل بمختلف محاوره وتياراته وأحزابه ؛ بالإضافة طبعاً للإعلام الرسمي - ولو أنه لم يعد حاسماً في فترة مابعد 2011 كما كان قبلها لأسباب عديدة أهمها " توافقية المتحاصصين في السلطة " وعدم توفر إمكانية لتجهيز " مطبخ موحد ومنسق " تنتظم فيه كل الوسائل الاعلام الرسمية.
أتحدث عن " مطابخ إعلامية " بشكل رئيسي لأن سمات " المطبخ الإعلامي " لا زالت هي الحاسمة ، ومعيار الفعالية في اليمن ، وليس الكفاءة المهنية والحيادية ؛ فهاتان الأخيرتان لا تحددان وحدهما فعالية إعلام قائم على غلبة الرأي والتوظيف التحريضي في التغطية الإخبارية الاستقطابية للأحداث ؛
وواقعياً تتبديان " المهنية والحياد " مهمتان فقط بالقدر الذي يتوفر منهما كمكمل للفعالية الواقعية القائمة على سمات " المطبخ الإعلامي "
الاعلام لم يعد مجرد تابع أو ناقل للحدث السياسي بل مشاركاً في صنع الحدث.
أتحدث عن الاعلام وليس عن المساندة الشعبية ؛ لأن هذه المساندة كان يمكن أن يتم تبهيتها وتهميشها لو أن الأداء الإعلامي بمجمله تعاطى مع " الحرب الثانية " بنفس التغطية الاستقطابية الصراعية بين التيارات السياسية المتصارعة ومراكز القوى المتحاصصة والميليشيات المسلحة المنتظمة في هذه الحالة الاستقطابية.
وإستنادا الى أهمية الاعلام كمساهم في صنع الأحداث وليس فقط نقلها والتعبير عنها صنف مركز الاهرام للدراسات السياسية العامل الإعلامي باعتباره مؤثرا مهما بعد ضعف الدولة ؛ في جملة العوامل التي أدت الى تأجج العنف والانقسامات وتصاعد الحركات العنيفة ذات السمات الدينية المتطرفة ؛ والعرقية والطائفية والمذهبية في المرحلة الانتقالية التي شهدتها بلدان الربيع العربي بعد 2011.
. فالمركز البحثي المرموق الذي يحظى بتقييم مرتفع في منطقة عربية فقيرة في هذا الحقل ؛ إذ أشار ابتداء الى أن توقعات سابقة ببروز العنف والجماعات الإرهابية والحركات العرقية والمذهبية والطائفية في المراحل الانتقالية ؛ الا انه أبرز في عدة بحوث عوامل عديدة ضاعفت من هذه الحالة الاضطرابية التي تأجج فيها العنف والانقسامات ما قبل الوطنية ؛ أهمها ضعف الدولة ؛ والأداء الإعلامي الذي أجج الانقسامات والتباينات في ظل حالة انتقالية تحتاج الى تعزيز التوافقات وتوسيع المساحات المشتركة بين جميع مكونانت المجتمع السياسية والاجتماعية
***
المزاج الشعبي العام بدأ يعي ويدرك أهمية مساندة المؤسسة العسكرية الأمنية ؛ ويتجلى ذلك في التعبيرات الواسعة التي ترافقت مع بدء الجيش الحرب الثانية ضد الجماعات الإرهابية في أبين وشبوة.
ويبقى موقف الإرادة السياسية للدولة لمساندة ودعم الجيش اليمني. وهذا الدعم والمساندة لا يقتصر على لحظات الحرب. بل موقف دائم ومستمر. ذلك أن رد فعل الدولة " القرار السياسي " كان ضعيفاً ، وشبه غائب أثناء " الحرب الغامضة والواسعة " التي استهدفت الجيش والأمن طوال المرحلة الانتقالية : تفجيرات انتحارية ؛ واقتحامات للمناطق ؛ وذبح جماعي للجنود ، واغتيالات للضباط ..
***
أي ضربة توجه لجماعة إرهابية مسلحة ؛ تعتبر ضربة لكل الجماعات المسلحة على اختلاف أيديولوجياتها الأصولية الإرهابية ، والمذهبية التوسعية ؛ وتقوية ودعم لمؤسسة الجيش ودوره في حفظ أمن وإستقرار البلد "الوطن "
الإعلام نصف المعركة
أخبار متعلقة