الرفق خلق عظيم وقيمة سامية ، وهي للإنسان بمثابة الماء للأسماك ، فالنبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول: ( ما دخل الرفق في شيء إلا زانه ، وما نزع عن شيء إلا شانه ) ، فأنت في منتهى الحاجة إلى الرفق فقد تستجديه وتطلبه من الآخرين حيث لا تصفو حياتك في البيت أو العمل أو الشارع إلا بالرفق ، وبمنحة الرفق من مسؤوليك تزدان حياتك العملية بالبهجة والسرور ، ويكون ذلك الرفق دافعاً لك للإنجاز لذلك يعد الرفق عاملا من عوامل النجاح فضلا عن كونه حافزاً للمثابرة والاجتهاد وتحقيق المراد في كافة الشؤون .
فبدلاً من استجداء الرفق من الآخرين ، وطلب منحته من المسؤولين عنك ، حاول ولو مرة أن تعطي ذاتك فرصاً لإشباع حاجتها إلى الرفق عن طريق العطاء الذاتي ، وإذ بمقدورك أن تهب ذاتك العديد من شحنات الرفق فإذا لم يرحمك الآخرون ويجودوا عليك بعطاء الرفق ، فلا تكن أنت والآخرون وبالاً على ذاتك المرهف الخفاق ، بمشاعر الحسرة المفرطة والندم الجم عقب مواقف الإخفاق والفشل فاكتراثك واهتمامك بالنتائج يوقعك في حبائل الانكسار ويعاظم من إحتياجك الشديد للرفق المفقود السليب منك .
فحاول أن تكتفي ذاتياً من الرفق عبر منحه لذاتك ، ولا تغال في احتياجك منه من قبل الآخرين فأنت وحدك من يمنح ذاتك الرفق ويحن عليها ويسمو في الارتقاء بأساليب التعاطي والتعامل معها فافتقارك إلى الرفق قد يولد في نفسيتك العديد من العقد والمشاكل النفسية ومع استمرار الحال مع هكذا وضع من الافتقار قد تتطور الحالة إلى عاهة نفسية ثم أزمة فمرض نفسي مزمن يغتال كافة تطلعاتك. لذلك كان لزاماً عليك أن تدع المغامرة باحلامك وآمالك وان تنحو منحى الرفق الذاتي حيث تجعله (أي الرفق الذاتي) في الصدارة في سلم أولوياتك ، وأحر على أن تمارسه باستمرار في مختلف الظروف والأحوال وصولاً إلى إشباع حاجتك منه ـ فإذا كنت ذا مركز مرموق أو مسؤولاص كبيراً فإن الحاجة إلى الرفق تتعاظم كونك ستكون عرضة للقال والقيل والانتقاد سواءَ البناء أم الآثم الموجع ، ففي هذه الحالة ينبغي عليك ملازمة الرفق الذاتي حيث يتوجب أن تمنح بسخاء عظيم ، وتعزز ثقتك بنفسك من خلال اللطف والرفق بالذات.
وثمة محفزات لممارسة هذا النوع من الرفق فالسمو بالذات في المنشط والمكره باتجاه تحصينها من الاختلالات والعلل النفسية يعد من أهم المحفزات لتلك الممارسة ، هذا فضلاً عن محفز تحاشي الوقوع في حبائل الانكسار أذ يدفع هذا المحفز إلى المثابرة والاجتهاد في إشباع الذات من الرفق ، علاوة على أن استشعار المسؤولية العظمى تجاه الذات يعد حافزاً ثالثاً من محفزات الممارسة للرفق الذاتي زد على ذلك أن الطموح والتطلع المتوقد في تبويئ الذات مكانة مرموقة وسامية يعد محفزاً من جملة المحفزات على الرفق الذاتي، والتي لا يتسع المقام لذكرها .
نوافذ
- إذا لم تسعد بساعتك الراهنة فلا تنتظر سعادة سوف تطل عليك من الأفق أو تنزل عليك من السماء
- ليس في ساعة الزمن إلا كلمة واحدة: الآن، وليس في قاموس السعادة سوى كلمة واحدة: الرضا.
- اجعل لمطالبك الدنيوية حداً ترجع إليه ، وإلا تشتت قلبك وضاق صدرك وتنغص عيشك وساء حالك.
ارفـــق بـــذاتــك .. !!
أخبار متعلقة