حققت القيادة السياسية في بلادنا ومعها رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل نجاحات متقدمة بفضل جميع المشاركين من القوى الوطنية تستحق التقدير والثناء على مابذلوه وساهموا بشكل أو بآخر في بلورة مختلف قضايا ومراحل المؤتمر خلال فترة انعقاده التي استمر فيها عشرة أشهر مضت من المناقشات القيمة والحوارات الديمقراطية المسئولة من قبل أعضاء المؤتمر الذين مثلوا أطياف الشعب على نحو مشرف ما جعل العالم العربي والإقليمي والدولي يشيدون بنجاح مخرجات الحوار الذي استعرض قضايا وهموم الوطن وتحديد ملامح المستقبل المنشود في عدة لقاءات ومجموعات استطاع من خلالها التقدم بخطوات حثيثة تمكن من خلالها من تجاوز كافة التعقيدات في القضايا المطروحة وتراكمات الماضي المتخلف والتي تم تصحيحها بالعمل الجماعي والاخلاق حيث أثبت صحة الحكمة اليمانية عند الشدائد والمماحكات السياسية أن تجعل ضمانات نجاح المخرجات وتنفيذها بآليات محددة مدروسة والوقوف أمام أي معوقات ومستجدات قد تبرز هنا وهناك.
والأهم من ذلك أن تنفذ كل جهة واجباتها المناطة بها وفق طبيعة عملها من حيث التخصص والمهام المخطط لها.
إن المرحلة القادمة ستظل بارزة للعيان فيها الكثير من التحديات المختلفة التي نستطيع تجاوزها إذا ما عزمنا أمرنا واتجهنا صوب العمل الدؤوب والخلاق من خلال إيماننا بقضيتنا الوطنية العادلة تجاه شعبنا الذي تصدى لها بشجاعة أدبية وأخلاقية ومواجهة أي ممارسات خاطئة تعرقل مسيرتنا السياسية، وعلينا أن لا ننتظر من يقدم لنا المساعدة لتنفيذ مخرجات الحوار إذا لم نكن أول من يبادر بالعمل والاجتهاد والإصرار بعزيمة على مواصلة السير والمضي قدماً على أساس الثقة بالنفس فخطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وكلما نظرنا إلى المستقبل دون أن نلتفت إلى الماضي سوف نحقق تقدماً ملموساً وناجحاً كما إننا عازمون في الوقت نفسه على إزاحة الفساد من كافة أجهزة الدولة المختلفة الذي يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً بجدارة وصمود تساعدنا على تحقيق نجاحات بارزة.
لقد ورث مجتمعنا اليمني أوضاعاً متخلفة ردحاً من الزمن في مختلف نواحي الحياة العامة واتساع دائرة الأمية وضعف التعليم العام الذي ظل ولا يزال يهمن على كل مفاصل الدولة ما جعل تقدم الوطن يتجه ببطء شديد يعاني منه الأمرين وتحديات عقيمة موروثة لم تحقق أهدافها المرجوة وحروب داخلية لم تتوقف بسبب الصراعات التي ظلت تغذيها قوى التخلف ورموز الفساد بين الحين والأخر في مرحلة تاريخية هامة وفارقة من الزمن خرج المؤتمر باتجاهات عامة تقضي على الكثير من المواقف المترددة وتضع النقاط على الحروف وجملة من البدائل والحلول من خلال وضع خطط وبرامج عملية تحدد ملامح تطورها بأجمل صورها والدفع بالعملية الاقتصادية في بلادنا على نحو إيجابي، وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاستقرار الأمني الذي لا يزال بحاجة إلى جهود شعبية تقف بقوة ضد كل من تسول له نفسه العبث والإخلال بالأوضاع الأمنية مع تضافر منظمات المجتمع المدني جنباً إلى جنب ودور المجتمع الدولي الذي يراقب عن كثب كل ما يجري في اليمن من أجل إزالة كافة العراقيل ضماناً لتنفيذ مخرجات الحوار إلى حيز الوجود، وطي صفحة الماضي والسير بالعملية الديمقراطية على طريق بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون.
ينتظر الشعب اليمني المزيد من الإنجازات التي جاءت بها المبادرة الخليجية وأفرزت عدداً من المعالجات لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية العالقة في ضوء المؤتمر الذي انعقد في العام الماضي وشكل منعطفاً مهماً وثورة جديدة بحد ذاتها تجدد مسارها الطبيعي على طريق النجاح ورسم مستقبل الدولة المدنية التي ينتظرها المجتمع المدني كنتاج طبيعي للجهود المضنية التي حظي بها مؤتمر الحوار من عناية بالغة واهتمام كبير من قبل المشاركين عبروا فيها عن قناعتهم بعدد من المسائل المطروحة على طاولة المؤتمر والخروج بنتائج تخدم البلاد والعباد.
إن أهم ما يميز مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو:
1ـ أن هناك إرادة وطنية جماعية على المشاركة الواسعة من أجل التغيير الحقيقي والوصول إلى يمن موحد ومزدهر خالٍ من كافة الصراعات القديمة والجديدة.
2ـ الإجماع الوطني بقناعة تامة على تقديم الحلول لكافة القضايا السياسية الوطنية العالقة وتحقيق خطوات هامة تساعد على المضي قدماً والبدء في صفحة جديدة خالية من الشوائب تمكن الشعب من بناء الوطن المنشود والوصول به إلى بر الأمان.
3ـ الإصرار الجماعي على بناء الدولة المدنية الحديثة وإعداد دستور جديد للبلاد وانتخابات رئاسية وبرلمانية تواكب المرحلة الراهنة تساعد على اللحاق بركب الدولة المتقدمة في العالم المتحضر وبناء جيل جديد يستطيع حماية الوطن من أي اعتداءات.
4 ـ الدعم الدولي السخي واللامحدود من الدول العشر الراعية للمؤتمر وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
مستقبل اليمن من مخرجات الحوار الوطني
أخبار متعلقة