لقد بدأت بالفعل تباشير الخير تلوح في اليمن ولا تخطئها عين الراصد الحصيف الذي يراقب ما يعتمل في البلاد من حركة نشطة على كافة المستويات وهي حركة تبشر بالخير والنماء والتطور لصالح المواطن اليمني باعتباره هدف التنمية ووسيلتها والذي صبر طويلاً وحرم من خيرات بلاده وثرواتها المتعددة حتى عاش اليمنيون في بلادهم غرباء يواجهون قسوة الحياة وصعوبتها وشظف العيش فيها ومنهم من هاجر إلى مواطن الشتات في العالم معرضا نفسه للمضايقات ومرارة الاغتراب بحثاً عن لقمة العيش التي عزت عليه في وطنه بسبب جور الحكام وصراعهم على السلطة واعتبارهم الوطن بقرة حلوباً لهم وحدهم دون غيرهم من السواد الأعظم من الشعب. ومن اجل تغيير هذا الواقع المؤلم قد قامت ثورة الشباب الشعبية السلمية في الـ 11 من فبراير 2011م، لتعيد للمواطن اليمني حقه في الحرية والكرامة والعيش الكريم وتقضي على رواسب التخلف والاختلاف والاستبداد الدكتاتوري الذي عاشه الشعب اليمني لأكثر من ثلاثة عقود.
ولا شك اننا اليوم في اليمن وبعد ثورة فبراير على ابواب مرحلة تحول كبيرة يقود مسيرتها بكل كفاءة واقتدار الأخ الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وهو في قيادته الحكيمة لهذه المرحلة الفارقة في حياة الشعب اليمني يتمتع بتأييد شعبي كبير سواء من خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012م، والتي فاز فيها بأكثر من ستة ملايين صوت كمرشح توافقي وحيد أم من خلال تفويض مؤتمر الحوار الوطني الشامل له بتنفيذ مخرجات الحوار التي اجمع عليها اليمنيون في المؤتمر بمختلف شرائحهم الحزبية والشعبية كمنظومة متكاملة لبناء الحكم الرشيد في اليمن في ظل جمهورية اليمن الاتحادية ذات الاقاليم الستة كما انه بالاضافة إلى هذا التأييد الشعبي الكبير فانه يتمتع باسناد اقليمي ودولي كبيرين لكل الخطوات التي يتخذها لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني واستكمال متطلبات المرحلة الانتقالية والتي بقي من أهمها اعداد الدستور والاستفتاء عليه بالاضافة إلى الانتخابات الرئاسية والنيابية التي سيتولى الدستور الجديد بعد اقراره بيان تفصيلها وخطواتها.
كما ان هذا التأييد الواسع للرئيس هادي وعلى كافة المستويات يمثل صفعة قوية لقوى الشر والارهاب التي تلتقي جميعها في نقطة مشتركة هدفها وقف عملية التغيير السلمي في اليمن وبالتالي تقويض خطوات الانتقال السياسي إلى الحكم الديمقراطي الرشيد في ظل النظام الجمهوري الاتحادي الذي من خلاله يتم تقسيم الثروة والسلطة على الاقاليم الستة والولايات التابعة لها بصورة تحقق بالفعل المشاركة الشعبية الواسعة، ولذلك فإن قوى الثورة المضادة لن تكسب من محاربتها لطموحات الشعب اليمني لبناء مستقبله الواعد سوى الهزيمة والخسران وعليها ان تتعظ من الدروس والعبر.
ومن الملاحظ ان اليمن تشهد حركة دؤوبة في مختلف المجالات وخاصة المجال الاقتصادي فعلى سبيل المثال عدد من وفود الدول الصناعية وخاصة الآسيوية كالصين والهند وكوريا الجنوبية قد قامت بزيارة إلى عدن للتعرف على أوجه الاستثمارات التي يمكن ان تقيمها وخاصة في المنطقة الحرة ولذلك فقد تم التوقيع مع الجانب الصيني على تمويل وتنفيذ توسعة وتطوير ميناء الحاويات بنصف مليار دولار حيث ستقوم خلال الأيام القادمة بتنفيذ هذا المشروع شركة صينية متخصصة في هندسة الموانئ. ولا شك ان هذا المشروع الكبير عند تنفيذه سيؤهل الميناء لاستقبال أكبر السفن التجارية في العالم وبالتالي ستعود لعدن مكانتها وسمعتها التي اشتهرت بها في عقدي الخمسينيات والستينيات كمركز للتجارة الدولية يفرض نفسه بما يتمتع به من توسط لخطوط الملاحة الدولية ولموقعه الطبيعي المميز عن الموانئ الاخرى حيث تتوفر فيه الحماية الطبيعية للسفن، وبالفعل فقد كان هذا المشروع الحيوي أحد الثمار الطيبة التي اسفرت عنها الزيارة الناجحة التي قام بها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى جمهورية الصين الشعبية خلال الأيام الماضية، ولكن في مقابل هذا التطور واستعداد البلدان الشقيقة والصديقة للتعاون مع اليمن في مختلف المجالات بما في ذلك جلب الاستثمارات المختلفة خاصة في المنطقة الحرة بعدن فانه بالمقابل على الجانب اليمني ان يهيئ الأرضية المناسبة لاستيعاب هذه التحولات وهذا الاقبال من الاشقاء والاصدقاء حتى نكون في مستوى التغيير الايجابي، ولذلك فإن علينا في اليمن ان ننفض عن انفسنا غبار الواقع الرتيب الذي نعيشه وان نتخلص من حياة الخمول والركود والتقوقع التي عشناها عقوداً من الزمن، ولن يتحقق ذلك إلا اذا اخذنا بأحدث الوسائل والنظم لادارة المناطق الحرة ووضعنا الكفاءات المناسبة في مكانها الصحيح لادارة المنطقة الحرة بحيث يكون المعيار المعتمد في الاختيار هو الكفاءة والنزاهة والاخلاص لهذا الوطن وترك ما سوى ذلك من الاعتبارات التي اوصلتنا إلى ما نحن فيه من التخلف والاختلاف.
إنها تباشير الخير تلوح في اليمن
أخبار متعلقة