اختتم القادة والزعماء العرب أمس في الكويت اعمال قمتهم الخامسة والعشرين التي بدأت أمس الأول وسط أجواء عربية في معظمها ملبدة بالغيوم البعض نجح، ان جاز لنا القول بأنه نجح، في تجاوز هذه الغيوم، مثلما هي اليمن التي كادت ان تشهد لا نقول عليه ربيعاً بل صيفاً عاصفاً، وكادت تكون في طريقها إلى حرب أهلية لولا لطف الله بهذا البلد وبشعبنا الذي ادرك ان الوطن أغلى شيء في الوجود ومن الولاءات .. ادرك حجم وبعد المؤامرة ولجأ إلى العقل وفضل الحوار بدلاً من البندقية.
أقول: اختتم العرب قمتهم في أرض الكويت التي بذلت قيادتها أميراً وشعباً الجهد في تجنيب الاشقاء الدخول في المهاترات والنزاعات التي حملها البعض في جعبته وهم في الطريق إلى الكويت .. وكانت اليمن ممثلة بقائدها الرئيس عبدربه منصور هادي حاضرة مع الاشقاء في هذه القمة التي انعقدت - كما وصفها الرئيس هادي في كلمته الهامة - في ظروف دقيقة وحساسة نتيجة التحديات والصعوبات التي تواجهها كل الدول المشاركة في القمة ومنها اليمن.
كلمة الرئيس هادي امام القمة حملت العديد من الرسائل التي أوصلها إلى اشقائه القادة وأبرزها ان الإرهاب هو التحدي الحقيقي الذي تواجهه الشعوب العربية والإسلامية بل العالم كله .. وان اليمن رغم تجاوزه بفضل الله ودعم ومساندة الأشقاء والاصدقاء وفي المقدمة الدول الخليجية أقول انه رغم تجاوز الازمة التي كادت ان تعصف به إلا ان آفة الارهاب مازالت تدق الأبواب في كل لحظة وحين .. إلى جانب الازمة الاقتصادية التي تحاول بكل الطرق تجاوزها رغم حجمها الكبير .. رسائل عدة حاول الرئيس هادي في كلمته - التي كانت مثار تقدير أبناء شعبنا، وكذلك الحضور في القمة - إيصالها بحنكته السياسية .. ويكفي القول ان استعراضه للأوضاع الحالية التي تشهدها بلادنا وضرورة دعم الاشقاء والأصدقاء لليمن للخروج من أزمته وتجاوز مرحلته الانتقالية إلى شاطئ الأمان .. استعراضه لهذه الأوضاع دل على حكمته ودهائه .. وتأكيده أن اليمنيين رغم كل التحديات والصعوبات التي يواجهونها مصممون على استكمال المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي جاء استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي أكد الرئيس هادي أنها كانت الفرصة الذهبية للتغيير في اليمن بأقل التكاليف الممكنة.
ويبقى حديثنا ناقصاً ما لم نستعرض ما هو المطلوب من كل أبناء شعبنا ومن الدول الشقيقة والصديقة في استيعاب هذه الكلمة والعمل بروح المسؤولية في الأخذ بها لمواصلة النموذج السلمي الذي اختطته اليمن وصارت بهذا النهج أنموذجاً لدى الشعوب العربية وخاصة تلك التي مرت بظروف مثل ظروفنا .. والعمل على تماسك صفوفنا ووحدتنا التي هي مصدر قوتنا.
هناك حقيقة يجب ان لا ننكرها هي ان مشاركة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في اعمال قمة العرب لم تكتسب أهميتها بالكلمة التي القاها فقط بل بالعديد من اللقاءات التي اجراها مع أمراء وزعماء الدول الخليجية والعربية وتجديده في هذه اللقاءات على عمق العلاقات بين بلادنا وبلدانهم ودعوته إلى مواصلة الدعم لليمن ليتجاوز الصعاب التي تقف عائقاً امام استكمال المرحلة الانتقالية والخروج من الأزمة المالية التي فرضت علينا وكذلك المساعدة في مواجهة الإرهاب.
ان مشاركة الرئيس هادي في قمة العرب جسدت حرص ومصداقية اليمن في مساندة الاشقاء ودعمهم وفي المقدمة القضية الفلسطينية وحق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم المغتصبة.
شكراً رئيس هادي، لقد كانت ساعات مشاركتك في قمة العرب الخامسة والعشرين بالكويت .. ساعات شاقة ولكنها مثمرة عبرت عن حرصك على قيادة الوطن إلى بر الأمان.
رسالة اليمن للعرب
أخبار متعلقة