وهب الله سبحانه وتعالى مدينة عدن ميزة الجمال لتتميز عن كثير من مدن العالم بهذا الجمال الرباني.. وعرف العالم مدينة عدن الواقعة على البحر المعانق للجبل بأنها مدينة سياحية تمتلك من مقومات الجذب ما يجعلها قبلة العاشقين الباحثين عن هدوء النفس وجمال المنظر.. لذلك جعلها الكثيرون منذ القدم مركزاً تجارياً لهم لموقعها البحري المتميز.. عدن .. مدينة سياحية بكل مفردات الكلمة.. شواطئها ساحرة برمالها المذهبة وتميز مناخها الذي يجمع الفصول الأربعة.. وفوق ذلك ناسها الطيبون الذين عرفوا جيداً معنى جمال مدينتهم وما تمتلك من ميزات ربانية فعملوا على زيادة هذا الجمال بكرم طيبتهم وحسن معاملتهم مع الآخرين.. حقيقة إنني زرت الكثير من بلدان العالم بحكم عملي مراسلاً لعدد من الصحف والوكالات العربية والأجنبية .. وشاهدت روعة وجمال مدن لم أكن أتوقع جمال وسحر الطبيعة فيها.. غير أن عدن رغم ما شاهدته كانت في عيوني كما هي في عيون كل من شاهدها وعاش فيها.. كانت الأجمل رغم ما تعانيه من إهمال بل ونسيان من الجهات المسؤولة عن هذه المدينة الساحرة.. السياحة في عدن رغم كل ذلك ورغم المواقع الخلابة والجاذبة فيها والجزر التي لا مثيل لها في العالم وفي أقل تقدير بالمدن التي زرتها وسمعت عنها وشاهدتها سواء بالصور أو الأفلام .. أقول رغم ذلك إلا أنها مواقع وجزر مهملة أو كما يقول الخبراء الذين شاهدوها منسية ولكنها مازالت رغم هذا الإهمال والنسيان جميلة تنتظر من يلبسها ثوب الفرح.
فمتى سننظر إلى هذه السياحة المنسية؟! بل متى سنتعرف على تلك المواقع الجذابة والجزر الساحرة، خاصة نحن سكان هذه المدينة الذين لا نعرف أننا نقبض على جوهرة لانجيد حسن التعامل معها..؟! والسؤال المهم في هذا الجانب الهام هو أين الجهات المعنية بالسياحة؟! وأين رجل عدن الأول الأستاذ العزيز وحيد علي رشيد الذي ومنذ تحمل قيادة عدن قبل نحو عامين أعاد الروح لهذه المدينة التي كادت أن تنسى هي الأخرى مثل سياحتها.. أعاد الهدوء والسكينة وأزال من فوق جسدها الأوساخ والأتربة التي كانت تشوه صورة مدينة عرفها العالم بالنظام والنظافة.. فتح طرقاتها التي عمل بعض العابثين وبدوافع شيطانية على إغلاقها .. أضاء ظلامها الذي كان يخيم عليها ساعات طويلة في اليوم .. تحمل وحده ومعه الخيرون في قيادة المحافظة وسكانها المعاناة وتميز بالصبر والحكمة حتى - والحمد لله على ذلك - عادت عدن ولو بصورة تدريجية إلى عهدها المعروف بالهدوء والسحر والجمال.
عدن سياحة ولكن وهذا هو قصدنا في هذه السلسلة من الكتابات عن عدن، تتطلب من العزيز ابن رشيد الذي أؤكد أنه يدرك الكثير مما ساقوله واقترحه عليه:
أولاً : إعادة النظر في مؤسسة السياحة بهدف تفعيل دورها وتحريك نشاطها الذي عرفته عندما كنت أعمل فيها في السبعينيات من القرن الماضي في بداية التحاقي بالعمل.. حيث عملت المؤسسة على افتتاح العديد من الفنادق والمتنزهات والشاليهات في الشواطئ وبعض الجبال.
ثانياً : وضع خارطة سياحية جديدة تشمل الجزر والمواقع السياحية التي لم نعرفها بعد.. والاهتمام بالمواقع التي نعرفها كقلعة صيرة وصهاريج عدن والمنارة .. تشجيع الاستثمار المحلي والعربي والأجنبي وتوفير الضمانات الأمنية والقانونية لمشاريعهم السياحية.
ثالثاً : فتح قنوات اتصال بالعديد من الشركات والهيئات السياحية الخارجية لتعريفهم بالمواقع والجزر السياحية بعدن ودعوتهم للسياحة والمساهمة في إقامة المشاريع الاستثمارية وشرح الضمانات المتوفرة لهذه الاستثمارات.
رابعاً : الاهتمام بسياحة المطارات والموانئ وتوجيه الدعوة للبواخر السياحية التي كانت حتى الأمس القريب ترسو في ميناء عدن.
خامساً : الاهتمام الإعلامي بالسياحة الداخلية التي كادت أن تكون اليوم موسمية في الأعياد والمناسبات الوطنية.. الاهتمام بتشجيع المواطن على السياحة الداخلية لمعرفة سحر وجمال مواقعنا السياحية في عدن.
الكثير والكثير من الآراء والمقترحات التي اعتقد أنها ليست غائبة عن ذهن المحافظ الأستاذ العزيز وحيد رشيد.. فقط نأمل التنفيذ وتوفير الإمكانات التي تساعد على هذا التنفيذ.
عدن والسياحة المنسية
أخبار متعلقة