عدن دون سلاح..عنوان جميل للوحة ترتسم في ذهن كل أبناء عدن، بل وبكل تأكيد في حلم كل أبناء الوطن الواحد شماله وجنوبه وشرقه وغربه..
عدن دون سلاح عودة إلى التاريخ.. إلى الحضارة التي تشهد في صفحاتها أن مدينة عدن كانت لا تعرف السلاح قبل الغزو الاستعماري البريطاني عام 1839م..هذه حقيقة يقولها ومدونة في التاريخ ولا نقولها نحن جيل اليوم ولا آباؤنا وأجدادنا الذين ولدوا والشعب في الجنوب وتحديداً عدن يحملون أو يتمنون حمل السلاح لمقاومة المستعمر الذي لا يعرف لغة أخرى غير لغة السلاح والقوة للرحيل..مستعمر لا يعرف الحوار.
ولا يعرف عدن مدينة تسكن البحر والعشق والسلام لغة التخاطب بين أبنائها.. الذين وبعد مائة وتسعة وثلاثين عاماً أي في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م يوم رحل المستعمر عن عدن، وجدوا أن المستعمر زرع فيهم ثقافة حمل السلاح، أقول رحل المستعمر وبقيت ثقافته المدمرة التي اتسعت اليوم حتى أصبحت ألواناً سوداء تخدش لوحة عدن الجميلة عدن الساحرة.. لوحة يتمنى اليوم كل أبناء عدن أن تعود وهو أمر ليس بالمعجزة والمستحيل خاصة وأن ثقافة حمل السلاح هي وافدة على عدن وليست من تراثها وحضارتها.. فقط نقول ونؤكد أن الأمر وأقصد عدن بدون سلاح يحمله الصغار قبل الكبار يتطلب إرادة أساسها حب عدن.. حتى وإن كان الأمر يتطلب جهداً كبيراً من قبل الجميع وفي المقدمة تشريع قوانين ملزمة وسلطة محلية تعمل على زرع بذور الحب بين السكان والضرب بيد من حديد لكل من يخترق القوانين.. سلطة محلية تبدأ من مبدأ مفهوم أن عدن مدينة بحر وحدائق تتطلع إلى إعادة الورود والأزهار إليها..مدينة يعرف العالم كله أنها كانت منبع الحضارة الإسلامية ومركزاً تجارياً.
خلاصة القول أن من بين القوانين والتشريعات التي نطالب بها لجعل عدن مدينة دون سلاح، منع دخول أي شخص مهما كان منصبه أو مركزه القبلي من دخول عدن وهو حامل سلاحاً مع منع أي مرافقين إلا لكبار الشخصيات السياسية من حمل السلاح في المدينة..كما نطالب بتكثيف الحملات لسحب الأسلحة حتى المرخصة من أي شخص يتجول في المدينة..
العمل بين أوساط السكان وخاصة طلاب المدارس في نشر مفاهيم ثقافة الحب ونبذ العنف وغرس روح وثقافة ترك السلاح بين أوساط الشباب.
إعطاء الدور الإعلامي أهمية كبيرة في هذا الجانب وإبراز الروح الوطنية والولاء للوحدة وتكريس حب عدن والتسامح بين أبنائها وإبراز المعالم الأثرية والسياحية والثقافية التي تتمتع بها المدينة وحسن استقبال الزائرين واعتبارهم جزءاً من عدن.
هناك الكثير من المقترحات والحلول الهادفة إعادة البسمة في وجه عدن وجعلها مدينة لا تعرف السلاح الذي صار خادشاً لوجهها.. وأؤكد في الأخير أن الكثير من المدن الساحلية السياحية في العالم لا تعرف ولا تشاهد المواطنين فيها يحملون السلاح.. فهل نكون مثل المدن؟! أعتقد أنه بالإمكان فعل ذلك.. فعدن مدينة يجب على كل من يزورها أو يسكن فيها أن يحمل الورود بدلاً من السلاح.. أبعدوا السلاح من عدن وأرجعوها مدينة للسلام والتسامح والحب والورود، أقيموا المشاريع السياحية والمتنزهات لأنها ستنسينا السلاح.
عدن بدون سلاح!!
أخبار متعلقة