اختتام مؤتمر الحوار الوطني ، والاتفاق على مخرجاته ؛ التي تمثل بامتياز أسس بناء الدولة اليمنية الحديثة المأمولة ؛ وإن كنا قد انتصرنا به ، وعلى بنيانه لمشروع بناء الدولة الحديثة كأمل لكل الجماهير، وقطعنا به الطريق أمام كل مشروعات العنف، والفوضى؛ والسلالية ، والطائفية ، والمناطقية ؛ إلا أنه مع ذلك لا يمثل بمفرده النهاية السعيدة للتواقين إلى آفاق التغيير الواسعة ؛ التي تضمنتها أهداف ثورة 11 فبراير ، وقبلها ثورتا 26 سبتمبر ، و14 أكتوبر ؛ بقدر ما هو محطة مثلى ، ومنطلق راسخ للتوجه الواعي صوب مرحلة جديدة من العمل الثوري الحثيث للوصول إلى دولة النظام ، ودولة القانون ، والعدالة ، والمواطنة المتساوية ، الدولة الديمقراطية، القوية ، المهاب.
نقول هذا للحق ، لا للانتقاص ، وليعلم الناس أين يضعون أقدامهم ؛ فإن مرحلة جديدة من العمل قد بدأت ، هذه المرحلة ـ كما قال الأخ رئيس الجمهوريةـ هي مرحلة العمل الجاد ، والمخلص لتنفيذ الوثيقة التي توصل إليها المتحاورون ، وبالتالي ؛ فأن التقصير في العمل على تنفيذها يعتبر ـ كما قال ـ خيانة لدماء الشهداء التي سالت من أجل الوصول إلى يمن أفضل .
ولذلك ؛ فإن الواجب يقتضي أن يبقى الجميع على مستوى عالٍ من اليقظة ، والعمل المثابر ؛ للوصول إلى التنفيذ الأمثل لمخرجات الحوار ؛ مستلهمين دروس التاريخ الذي أكد على الدوام ، وأكد من خلال هذه التجربة أن أمن الوطن ، وازدهاره مرهونان على الدوام بالقناعة الجمعية الراسخة بضرورة حق الكل في الشراكة الدائمة ، وضرورة إلغاء كل أشكال الاحتكار : العائلي ، أو المذهبي ، أو المناطقي في السلطة ، والثروة .
لقد انتصرنا جميعا بنجاح هذا المؤتمر ، وانتصر اليمن موحداً ، فلا غالب ، ولا مغلوب ، وأثبتنا بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوار ، وطريق التوافق ؛ هما بحق السبيل الأمثل لتحقيق ما يصبو إليه الناس جميعاً من التغيير الإيجابي ، والبناء ، والتحديث ، وأن غير ذلك هو الخراب ، وهلاك الحرث ، والنسل ، وسعادة تجار الحروب ، وانتعاش أسواق العمالة ، والارتزاق ، والاتجار بالأوطان .
وبالتالي ؛ فإننا بهذا المنجز ؛ نكون قد وضعنا القاعدة الصلبة ؛ لنضع أولى الأقدام لننطلق جميعاً باتجاه تحقيق الشرعية الدستورية لليمن الجديدة ، الاتحادية ، يمن التحديث ، والعدالة ، والمساواة ، وكل المعاني النبيلة ، وبقي الآن ـ بالتالي ـ أن نعمل معاً ، بعقول نظيفة ، وقلوب صافية ، متحابة ، تؤثر الوطن ، وترفع شأن اليمن .
بقي أن ننطلق .. دقت ساعة العمل!!
أخبار متعلقة