لا شك أن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتطبيقها على ارض الواقع سيكون هو المرحلة الأصعب التي تحتاج إلى وضع خطة محكمة للتنفيذ صحيح أن القيادة السياسية خصوصاً والسلطات التنفيذية عموماً سيكون بيدها الرؤية الواضحة والتفويض الشرعي لما اقره اليمنيون واتفقوا عليه في البيان الختامي المقرر صدوره نهاية الشهر الحالي والذي في ضوئه ستتم كتابة الدستور والتقسيم الإداري والتصور العام لما ستكون عليه الدولة الاتحادية القادمة إلا انه مع كل ذلك يبدو ظهور الكثير من المقومات للنظام الجديد القادم التي لابد من وضعها في الحسبان حتى يمكن تجاوزها وسلامة الوطن من المخاطر المترتبة عليها وأول هذه المقومات ما تركه النظام السابق من مخلفات الفساد في عموم أجهزة الدولة بل وفي اليمن عموماً خلال ممارسته للحكم سنين طويلة حيث لم يكن مفهوم الديمقراطية والانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية وكذلك تكوين الأجهزة الرقابية وأجهزة حقوق الإنسانية وغيرها لم يكن كل ذلك في العهد السابق سوى مجرد واجهات مزيفة ليركب بها موجة الدول الديمقراطية الحديثة وليكون متسولا مقبولا لدى العالم بينما هو في حقيقة الأمر يمارس الفساد والدكتاتورية المطلقة بأبشع صورها.
لذلك فان تركة الفساد الثقيلة التي تركها تتطلب تغيير القيادات الفاسدة بقيادات نظيفة ومن الآن حتى نضمن سلامة الأرضية التي يقوم عليها النظام الجديد في اليمن وحتى نثبت للذهنية اليمنية أننا في مرحلة جادة وان لا هوادة مع الفساد والفاسدين ولذلك فان من المعوقات للقادم الجديد هو ما رسخ في أذهان الكثير من الناس وعقولهم أن لا أمل في التغيير وعلينا أن نعيد الأمل إلى هذا الصنف من الناس حتى نخرجهم من هذا الموقف السلبي المتقوقع إلى التفاعل الايجابي ويمكن أن تلعب أجهزة الإعلام دوار مهما في هذا الجانب إذا استطاعت أن تعمل على أحياء القيم في النفوس كقيم الأمل والأمانة والصدق والثقافة والعمل والاتفاق والتفاؤل.. الخ ثم أن من المعوقات قيام الثورة المضادة واستغلالها لأجواء الحرية وكما بدأت الآن في أوضح صورها فجميع مكونات الشعب في مؤتمر الحوار الوطني اتفقت فيما بينها على رؤية واحدة لما يجب أن تسير عليه البلاد وتطبيقه في الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية ولم يبق سوى صدور البيان الختامي بينما عناصر الثورة المضادة ومن يقف وراءها في الداخل والخارج تريد الاصطياد في المياه العكرة وخلط الأوراق ونشر الفوضى.
ولذلك فانه لابد من التصدي لهذه العناصر ومراقبتها حتى يتم كشف أعمالها المعادية لطموحات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار ولا شك أن المظاهرات التي دعت إليها عناصر الثورة المضادة وفي هذا الوقت بالذات لتؤكد أن هذا هو ما ظهر من أفواههم من بغض للوطن وان ما خفي من أعمالهم الإرهابية والتخريبية ضد مصالح الشعب هو الأكثر قال تعالى: ( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر) صدق الله العظيم.
تنفيذ مخرجات الحوار هو الأصعب
أخبار متعلقة