انتظر المجتمع اليمني بكل فئاته قرابة عشرة أشهر وبقلق بالغ منذ بدء مؤتمر الحوار الوطني الذي شاركت فيه الأحزاب السياسية وجميع الأطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وخلال الفترة منذ بدء انعقاده وما شهدته جلسات الحوار من مدر وجزر ورفض وقبول وصدام واتفاق.
وقد تأثر الشارع اليمني بكل مجريات الحوار وأصبح كل فريق تارة في حالة استنفار وتارة أخرى في حالة هدوء وتبعاً لمستوى النقاش وما فرضه هذا الفريق أو ذلك واشتعلت الصحف الحزبية والوطنية والخاصة بشكل عام على وتر مؤتمر الحوار وصعدت حدة التوتر بين الفرق المتحاورة وأججت الخلافات البسيطة التي تحدث في الحوارات أو الاجتماعات التي تناقش قضية معينة اختلف المجتمعون عليها .
لقد انعكست تلك الخلافات على كل المستويات وأثرت تأثيراً سلبياً على عزيمة المواطن واستقراره وعلى مستوى أدائه في العملية التنموية .
واللافت للمتتبع لمؤتمر الحوار أن كل تقدم في عملية الحوار التي جرت يزعج بل ويقض مضاجع تلك القوى التي تحاول إعاقة أي تقدم لهذا الوطن .. بل لقد عملت على تدمير الوطن من خلال التدمير المتواصل لأبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط في محافظة مأرب ومحافظة شبوة وتواصلت تلك الأعمال التخريبية الإرهابية حتى وصلت إلى قتل الابرياء وتفجير المنشآت في محافظات عديدة بهدف إرباك الحكومة وإقلاق السكينة بين المواطنين وزعزعة ثقة المواطن بحكومته .
ونتساءل عما جرى في وطننا اليمني وما يجري لمصلحة من ومن المستفيد من تدمير وطن وذبح شعب بأكمله من الوريد إلى الوريد؟ من يريد أن يعود إلى عصر الظلمات؟.
لا أعتقد ان هناك من يريد أن يرى طفله يموت جوعاً ولا أعتقد أن هناك من يرغب أن يهدر كرامته بمد يده طلباً للعون من خارج الوطن.
إننا اليوم أمام مفترق طرق إما أن نكون أولا نكون خاصة أن مؤتمر الحوار أوشك على الانتهاء وهذا لن يتأتى إذا لم نعمل جميعاً على نبذ الخلافات والتخلي عن المطالب الأنانية الضيقة والمصالح الخاصة وأن نعمل جميعاً من أجل هدف أسمى هو مصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار وفقاً لما سيخرج به مؤتمر الحوار الوطني الذي بذل الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي جهوداً مضنية يستحق منا الثناء عليها لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وإيصاله إلى بر الأمان وبالأمس القريب وقعت بقية المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل على وثيقة الحل العادل للقضية الجنوبية أمام رئيس الجمهورية الذي ثمن جهود الجميع في الوصول إلى الإجماع على هذه الوثيقة مؤكداً أن التوقيع عليها ليس من أجل مصلحة فرد أو مكون أو جهة بعينها بل التوقيع عليها انتصار للوطن وجميع أبناء الشعب اليمني للخروج من واقع الأزمات إلى بر الأمان والتنمية والازدهار.
وجميعنا نأمل أن ننسى جراح الماضي الأليم وأن نبني هذا الوطن بقلوب صافية حتى يتحقق للجميع الحلم المنشود وطن واحد وشعب واحد ووطن يرقى إلى مصاف الأوطان التقدمية يسوده العدل والرخاء.
حلم الشعب يتحقق اليوم
أخبار متعلقة