سبق أن طلبت من الأخ رئيس الوزراء قبل أكثر من شهر من على صدر هذه الصحيفة الحرة صحيفة (الرأي والرأي الآخر) .. إنشاء وزارة جديدة في مجلس وزراء حكومتنا الرشيدة تحمل اسم (وزارة الارحام) .. تختص هذه الوزارة برعاية شؤون وقضايا المرأة .. وان تكون بمثابة الملجأ لكل ذات رحم .. والحصن الذي يصون ويحفظ لها كرامتها وحقوقها الإنسانية المهدرة والمنتهكة .. من المهد إلى اللحد!
ولكني حتى يومنا هذا لم أتلق رداً ولا استجابة لطلبي .. لذلك فإني أتوجه بخطابي هذا اليوم إلى الشعب .. إلى أهل اليمن الأرق قلوباً والألين افئدة .. وإلى أبنائي وأهلي في عدن خاصة .. أطالبهم بانشاء هذه الوزارة (وزارة الأرحام) في كل محافظة .. وزارة شعبية طبعاً وليست حكومية .. يعني منظمة مجتمع مدني .. منظمة صادقة أمينة .. عملية ومؤثرة .. ليست منظمة شكلية بلا أثر .. مجرد زينة وديكور .. ولمآرب أُخر!
طيب .. وزارة أو منظمة للأرحام .. ليش .. وكيف؟ اقول لك .. أولاً ليش .. لأن الله في الحديث القدسي قال لنا (أنا الرحمن وهذه الرحم شققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته) .. لاحظوا أن كلمة رحم هنا عامة .. لاتخص فقط من هن من أهلنا وقريباتنا ..بل هي كل ذات رحم .. كل نساء العالمين أرحامنا .. دعوكم من التفسيرات والاجتهادات التي ما أنزل الله بها من سلطان .. يكفينا في كتابه الكريم أن جعل سورة كاملة تحمل اسم (النساء) .. قال لنا في أول آية فيها (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) .. أي أن الله قد ربط رحمتنا بالأرحام بصدق إيمانناً بالله!
فيا ويلنا .. أرحامنا في الشوارع والحارات يتسولون .. وعند ابواب المساجد .. (ويل للمصلين) .. الذين هم عن ما تأمرهم به صلاتهم ساهون .. عن ارحامهم غافلون .. يراؤون .. ويمنعون الماعون .. وبمصالحهم الخاصة منشغلون!
يا ويلنا .. أرحامنا في الشوارع عند أبواب السيارات يتسولون .. بكل وسيلة وطريقة يتسولون .. من أجل اللقمة والهدمة وعشاء العيال .. يتسولون والله الساتر .. وبسر الحال هو العالم .. والويل لنا!
نعم .. وهاهي علامات الويل القادم أمامنا .. نشاهدها كل يوم .. صراعاتنا السياسية الشيطانية .. خلافاتنا المتخلفة السخيفة .. ضلال تفكيرنا وغياب عقولنا .. تصديقنا واتباعنا وجرينا وراء كل ناعق .. غلبة مصالحنا الشخصية على كل مبادئنا وقيمنا الإنسانية .. فماذا إذن ننتظر .. سوى ماهو أدهى وأمر!
ولكن هل لنا أن نرفع ابصارنا إلى السماء ونطلب من الرحمن العفو والغفران والرحمة .. ونربط دعاءنا هذا بالعمل الصالح .. إنشاء (منظمة الارحام) بأعلى مستوى في التنظيم والإدارة العلمية العصرية الحديثة .. وبدعم مالي وبجهد علمي وعملي من كل فئات المجتمع .. ابتغاء لمرضاة الله .. ولينقذنا من الويل الذي باتت معالمه تتراءى لنا!
عزيزي القارئ .. هل تراني قد أجبت على المقطع الثاني من سؤالك السابق: ليش ..وكيف؟
إشارات
< الفقر عدو لدود للسلام الاجتماعي والأمن الوطني.
د. مصطفى الفقي
< (لايضع الله رحمته إلا في رحيم) قالوا يا رسول الله (كلنا يرحم) قال عليه الصلاة والسلام (ليس رحمة أحدكم لصاحبه، بل يرحم الناس كافة).
حيث شريف
< المغزل في يد امرأة خير من الرمح في يد رجل.
غاندي
< المرأة نصف المجتمع، وبما أنها ترعى النصف الآخر، فهي المجتمع كله.
قاسم أمين
E _mail:Farid [email protected]
وزارة الأرحام
أخبار متعلقة