سامحنا أيها الوطن العظيم، اغفر لنا جنوننا ونزقنا وعنفنا وقتلنا بعضنا لبعض.. اغفر لنا وطني العظيم أننا في لحظة اختلال الزمن تحولنا إلى قبائل وعشائر وجماعات وأحزاب وبدلاً من أن نتعارف ونتحاور رحنا نتآمر ونختلف ونتقاتل ونسينا في لحظة من جنوننا وتكبرنا وغرورنا قول الله تعالى « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباًً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم» «صدق الله العظيم»
اغفر لنا يا وطننا ولأننا وبدلاً من أن نبنيك نتنافس كي نهدك، نكسرك، نخرب أجمل ما فيك. اغفر لنا يا وطننا أننا وبدلاً من أن نهتم بالتربية والتعليم وبالأخلاق والعادات الحميدة رحنا نورث لأبنائنا قيماً ليس لها علاقة بقيم ديننا وأخلاقنا وتاريخنا وحضارتنا، قيم كأن يكون البلطجي هو الشجاع والبطل وأن يتحول المحترم والمهذب والرجل المدني إلى مسكين مغفل ، ضعيف.
اغفر لنا يا وطني لأننا تركنا صيدليات المفترض أنها تقدم الدواء والصحة راحت تبيع أولادنا المخدرات وحبوب الهلوسة وبدلاً من أن تهتم بأدوية علاج القلب والسكر والضغط راحت تستورد حبوب الطاقة الجنسية وأدوية كأدوية الحصان والنمر والتمساح وحتى الثور.
أغفر لنا يا وطني أننا تركنا بعض الصيدليات تهتم بجسد الآدمي من منطقة ( السرة وتحت) .
اغفر لنا جنوننا لأنه ومن باب الفوضى صرنا نكسر إشارة المرور بصورة يومية ونرمي القمامة من الدور الرابع في عمارتنا ونخرب شوارعنا ومدارسنا والمرافق العامة وكأن مدينتنا ليست ملكنا وليست ملكاً لأبنائنا من بعدنا، اغفر لنا يا وطننا أننا في لحظة طيش رجعنا نتفاخر بالأنساب والألقاب ورحنا نوجهه تهم الخيانة للناس الذين عاشوا معنا سنين طويلة لمجرد أن أجدادهم ولدوا خارج محافظة عدن.
اغفر لنا يا وطني أننا نسينا أن نحفظ النشيد الوطني لوطننا ورحنا نردد النشيد الوطني لحافتنا وزقاقنا الضيق كخرم إبره.
اغفر لنا يا وطني لأننا صرنا نفتخر بجرائم القتل التي تحدث كل يوم منغصة علينا حياتنا وهدوءنا واستقرارنا لدرجة صرنا نطالب فيها القتلة أن يمارسوا قتلهم الذميم في أيام الدوام الرسمي ويتركوا لنا أيام العطل الأسبوعية والرسمية كإجازة من القتل!!
أخيراً اغفر لنا يا وطني أننا دخلنا في داخلك فرقاً وشيعاً وجماعات وأحدثنا فيك بقصد ومن غير قصد نزاعات وحروباً وخصومات وثارات وهمجية وقبلية ورجوعاً للماضي بكل مخلفاته وتخلفه.
اغفر لنا يا وطني لأننا نحب ذاتنا ومصالحنا أكثر منك.. أغفر لنا يا وطني أننا نبيعك كل مساء لأول مشترٍ يبحث عن سيادتك ودولتك وكرامة مواطنيك.
أغفر لنا يا وطني أننا صرنا أنانيين أكثر من اللازم ومصلحيين أكثر من اللازم وسلبيين إلى درجة الاستسلام.
ولكن وبعد كل هذا الرجاء لتغفر لنا أخطاءنا لايزال عشمنا فيك وبك وبالشرفاء من أبنائك كبيراً فهم وحدهم من سيخرجك- يخرجنا من هذه الأزمة الأسوأ والأوسخ لأنها أزمة مصالح أفراد على حساب مصالح شعب يقدر تعداده بالملايين.
فلنتب إلى الله جميعاً ولنعد لمحبة وطننا وأهلنا وأيامنا ومستقبلنا قبل أن يأخذنا الطوفان.
اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد.
آه يا وطني
أخبار متعلقة