يعرف الجميع متى يستخدم الوقت الاضافي في المباريات والالعاب المختلفة..لكن بالنسبة للعبة السياسية اليمنية سنستخدم هذا المصطلح في التنبيه بقرب نهاية الوقت الاضافي لمؤتمرالحوار الوطني الذي تجاوز فترة الستة الأشهر كزمن محدد في النظام الداخلي للمؤتمر..وقد تكون الحاجة اقتضت لتمديده وهذا لاحرج فيه..لماقيل لصالح القضايا الملحة “والشائكة”التي لاتزال بلا حد او حل او علاج..فحتى الوقت الاضافي المحدد ب”0 15”يوماً ولايزال المتحاورون يدورون في دائرة مفرغة حول ذات القضايا والموضوعات بما فيها تلك القضايا المفصلية كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة..كأس انطلاق الحوار.. لكنه اليوم لامبرر مطلقاً لتمديده , بحسب رغبات بعض القوى ,او الارتهان لمطالبها واشتراطاتها التعجيزية وابتزاز المشاعر الدينية للمواطن اليمني المغلوب على أمره..على انه يجب وضع حد لكل تلك النزعات “الشيطانية” التي تحكم وتتحكم في البعض,بقرارات وطنية جريئة لاتقوم الا لحسابات وطنية.. والتي تحن الى عقد الصفقات وتكرار مآسي ومظالم الماضي عبر هذه التسويات الظالمة,متحايلة على المخرجات التي يفترض انه قد بدأ باستيعابها وتشكيل محددات اليمن الجديد وفقاً لماتضمنه اتفاق التسوية السياسية وآلية المبادرة الخليجية التي يتغافل عنها البعض ويتجاهل مبادئها ونصوصها..
ليس غريباً أن نجد تلك المراوغات والمماطلات من قيادات حزبية تعفنت أفكارها وإضمحلت رؤاها الوطنية فلم تجد أمامها الا مصالحها الضيقة وتختزل هموم وقضايا الشعب وهموم المواطن في ماستحصل عليه من كعكة تقاسم وتجزئة وشرذمة الوطن..ولعل وصف الدكتور ياسين سعيد نعمان لمحاولات عرقلة الحوار اليوم وابتزاز قيادته ومشروعه الوطني الذي سينبثق عنه..هي بمثابة زلزال صغير تمهد للزلزال الاكبر الذي يتقن المتطرفون صناعته وتنفيذه بحرفيه وإبداع.. في الاوقات الاضافية نعرف انه يتم فيها الاجتهاد لصناعة اللحظة الفارقة في حياة كل فريق بعيداً عن البضاعة الفاسدة و”زناخة الافكار”والرؤى التي تضيق بالاخر-ومصطلح زناخة هنا يعني او يطلق على الاشياء الكريهة الفاسدة التي طالها العفن والتعفن,و الفساد-,..لكن مايعتمل هذه الايام في الحوار الوطني بعيد عن ذلك ومحاولات البعض وهم قلة حجز أماكن لهم في المقاعد الاولى من مقصورات القطار الوطني..بعكس اولئك المتزمتين المنحرفين عن المسار الوطني الذين يجدون في الحلول الوقتية زاداً لهم وفرصة لترحيل ملفات الحوار وأكثر قضاياه حساسية..وهو الامر المرفوض وغير المقبول ..والذي لايمكن اعتباره سوى هروب من المسؤولية وتنصل عن الوفاء الوطني ..بل ان المواربة في مثل تلك القضايا والاستمتاع بمعاناة الشعب المستمرة هو بمسكانة الخيانة الوطنية التي لاتغتفر..
وبما ان الحوار بات على مشارف نهايته ,أوكما يقال ,على المحك,فيفترض التنافس في تقديم الافضل المتجرد عن النظرة الدونية والذاتية...نحن في سباق مع الزمن لصناعة الصور المشرقة المتجردة..ينبغي عدم الاسراف في الاحلام والطموحات والتبجح في صنع أمجاد زائفة على حساب الوطن ووحدته وأمنه وسلامة أراضيه باعتبارها المغري الكبير الذي تجتمع عليه السياسة والمكايدات والنزوات الحزبية وحتى النزغات الشيطانية.. أعتقد أن مرحلة خلط الاوراق تم تجاوزها ومايدور اليوم هو مجرد مضيعة للوقت و هدر للامكانات والقدرات في خلافات محسومة مسبقاً ...!!
الحوار ..وزناخة العقول..!!
أخبار متعلقة