تأتي احتفالاتنا بالعيد الوطني للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والاستقلال الوطني المجيد في 30 نوفمبر ونحن نعيش النصر العظيم للحراك الشبابي الشعبي للتغيير السلمي على طريق الخلاص من الجهل والتخلف وقوى مثلث الفساد واستعادة أمجاد وبطولات الثوار الأحرار والمناضلين الوطنيين في مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية الوطنية التي مرت بها بلادنا وفي مقدمتهم الرواد الأوائل للحركة الوطنية اليمنية وأولئك الشهداء الأبطال وجرحى الثورة الخالدة في الضمير والوجدان الشعبي الذين اغتالتهم أياد شيطانية خبيثة وهي تخطط وتنفذ أجنداتها الخاصة لاغتيال الوطن والشعب في سياق المخطط الجديد القديم الذي تمتد جذوره إلى الحوارات والاتفاقات مع الدول الرجعية الصهيو أمريكية منذ الانقلاب على أهداف ومبادئ الثورة اليمنية في نهاية ستينيات القرن الماضي التي أوصلت القوى المتخلفة والقبلية إلى سدة الحكم وجرت البلاد والعباد إلى أتون الفوضى والتناقضات والفتن الطائفية والمذهبية والقبلية وإشعال الحرائق بين أبناء الوطن، ليظل الوطن والمواطن تحت سيطرة وهيمنة قوى نفوذ قوة العسكر والقبيلة وتيار الإسلام السياسي.
وعلى طريق الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة تلوح في الأفق إطلالة شمس جديدة ساطعة تبعث أشعتها بلون جديد يزهو بأفراح شعبية عارمة متزامناً مع المخرجات المنتظرة التي فيها الخلاص الأكيد من الجهل والتخلف والقضاء على مثلث الفساد بقواعد وثوابت البناء لليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون الذي لامكان فيه للطغاة والقهر والاستبداد وانتهاك الحقوق وامتهان كرامة الإنسان إنها القواعد والثوابت التي تؤسس للحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.
وفي شكل الدولة الجديد الذي يقوم على عدة أقاليم اتحادية يكون للجنوب إقليمه الخاص انطلاقاً من قضايا ومحاور البحث والمناقشة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بحث وشخص جذور قضايا الخلاف والمعالجات التي ينبغي لها أن تكون في سياق استعادة الالق الوطني وإبعاد الذئاب عن قطعان الماشية من خلال إنشاء المحميات الطبيعية الإنسانية الآمنة التي تؤمن الحياة وتحافظ على النمو والتنمية المنشودة المنظمة والمنضبطة بالثوابت الدستورية والقانونية لاستمرارية وديمومة الحياة للأرض والإنسان في كل إقليم بما فيه من مقومات وعوامل مدنية الحياة وتطور الإقليم واندماجه مع متطلبات وحاجات البناء والنماء.
وبأمل كبير تطلعنا إلى أن يتجاوز الفرقاء مرحلة المماحكات والمهاترات السياسية والتسريبات الإعلامية ، والارتقاء بعمل المواقع الالكترونية الإعلامية والقنوات الفضائية والصحافة الورقية وذلك من خلال الابتعاد عن الدس والفبركة الإعلامية للأخبار والأحداث وإثارة الفتن من اجل الخروج إلى بر الأمان ، خصوصاً أن ماتبقى من الوقت هو الحاسم وبحاجة إلى ارتقاء كافة الأطراف إلى مستوى المسؤوليات الوطنية، لتهيئة الأجواء والمناخات لإنجاح التجربة اليمنية التي تحظى باهتمام ورعاية إقليمية ودولية وهي محل إشادة الكثيرين بما وصلت إليه من حكمة وإدارة للأزمة والتسوية السياسية باقتدار وحنكة جنبت البلاد والعباد الشرور الشيطانية والمخاطر والفتن التي كانت محدقة والحروب الأهلية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من حدوثها.
لقد فات الأوان وأصبحت الكثير من قضايا خلافاتنا خلف ظهورنا وعجلة التاريخ والتطور والتغيير المنشود قد دارت ولا يمكنها العودة إلى الخلف أو توقيفها حيث لا وجود لأي أثر أو تأثير عليها من أي جهة كانت أو أي شخص كان حيث ان خارطة الطريق الوطنية اليمنية قد كتبت بأحرف من نور في أنصع صفحات تاريخ اليمن المعاصر حيث ان الأحداث والتطورات التي تشهدها منطقتنا العربية قد اثبتت للجميع ما ينبغي ان تكون عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ونتائج التسوية السياسية من حيث الشكل والمضمون لليمن الجديد الحر الديمقراطي المدني الحديث بحيث يكون خاليا من التطرف والعنف والإرهاب.
ان التسريبات الإعلامية المضللة وأعمال العنف والإرهاب والتدمير الممنهج للمنشآت والمنجزات الوطنية وخلق حالة من الخوف وإقلاق الأمن والاستقرار في البلاد هي جزء من المخطط المرسوم للشرق الأوسط الجديد المعد سلفاً من القوى الصهيوأمريكية لتنفيذها فيما تسمى بدول الربيع الأمريكي إضافة للأعمال وعملية الاغتيالات الممنهجة والمستهدفة الشخصيات الوطنية والكفاءات المدنية والعسكرية حيث ان الوسائل والأساليب المستخدمة تكشف بجلاء عن الجهات والأشخاص المخططين والمنفذين وطابع أبعادها تدل على خيوط ذات البعد الواحد والمتشابهة ولهذا لن تفلت هذه العناصر الإرهابية من الملاحقة والمحاسبة والعقاب طال الزمن أو قصر خصوصاً أن بلادنا تعيش منعطفاً حساساً وشديد الخطورة وبحاجة إلى رفع الجاهزية والحيطة والحذر في ظل ان هناك الكثير من العزيمة والاصرار من أجل تجاوزه انتصاراً للشهداء والجرحى والشعب والوطن ولكل الأحرار في هذا الوطن المغوار وذلك بالخلاص من نفوذ القوة ومثلث الفساد.
ونقولها في السر والعلن وبالفم المليان والصوت العالي ليسمعنا كل أحرار العالم إن ما يأتينا من خلف الحدود أو البحار أو المحيطات من حلول ومعالجات جاهزة مطبوخة في الغرف المغلقة التابعة للدوائر الصهيو أمريكية وأوروبا ومن لف لفهم، لا تعنينا في شيء وآمالنا وأنظارنا متجهة صوب المخرجات الوطنية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل.
وننتظر ونتطلع إلى كل ما توصلت إليه تلك الكوكبة من النخب الوطنية من أعضاء مؤتمر الحوار وسنتابع بكل اهتمام النتائج التي نعلق عليها الكثير من لاآمال في اخراج البلاد والعباد من هذا النفق المظلم وحالة الاغتراب الثقافي والجهل والتخلف لاستعادة الوجه المشرق لليمن للانتصار لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية من أجل بناء اليمن الجديد والحكم الرشيد وتطبيق مبدأ سيادة النظام والقانون وتحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في يمن حر ديمقراطي مدني حديث، وان ظهرت بعض الخلافات والتباينات فلن تكون نهاية العالم بل سننهض بما تم الاتفاق والتوافق عليه وسنمضي نحو التغيير وستستمر ديمومة الحياة وسيستمر البحث عن أفضل وأحسن الحلول والمعالجات للمشكلات والمعضلات التي تواجه البلاد والعباد وطريق البناء التنموي الشامل وسنضع أقدامنا في الطريق الصحيح للحلحلة التي نحتاج إليها وبداية السير في طريق الألف ميل تبدأ بخطوة وها نحن بما ستكون لدينا من نتائج ومخرجات نكون قطعنا الكثير من الخطوات وانتقلنا إلى مراحل أكثر تقدماً وأحسن حالاً مما كنا عليه حيث تم إغلاق النوافذ العبثية التي لا تفيد ولا يأتينا منها الريح وفتحنا نوافذ كثيرة للرياح والنور الوضاء ولتدخل منها أشعة الشمس مع اشراقة فجر كل يوم جديد من حياتنا في حاضرنا ومستقبلنا وهو الحلم والأمل الذي انتظرناه طويلاً، وهاهي بشائر الغيث التي بداياتها قطرة تلوح في الأفق.
لقد أصبحنا على مسافة بعد النظر من الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني وإعلان المخرجات النهائية التي ستشكل انطلاقة الولوج نحو الفضاءات الواسعة والآفاق الرحبة للاندماج في الحركة الكونية الجديدة بعد ان ضللنا في حالة اغتراب وفراق عما يدور من حولنا وقد تأخر كثيراً عن حركة التغيير والتطور والحداثة والعولمة، لهذا نحن بحاجة إلى المخرجات الحقيقية التي تستوعب الحاجة الضرورية لليمن من أجل أن يكون في سياق الحياة المدنية ومواكبة حركة التطور والتغيير والتقدم والتعايش السلمي والسلام العالمي وسنمضي نحو الأمام ولو كره الحاقدون ومن نصر إلى نصر سنسير قدماً حتى تحقيق الحرية والعدالة في اليمن الجديد المدني الحديث.
نحو شكل جديد للدولة
أخبار متعلقة