وضع العرب القضية الفلسطينية منذ نشأتها عام النكبة 1948 في مقدمة قضايا الأمة العربية ، وأعتبروها قضية العرب الأولى ، هذا ما كنا نسمعه طوال خمسة وستين عاماً مضت ، ولا ننكر الجميل حيث قدم الأشقاء العرب الكثير خلال هذه السنوات للقضية الفلسطينية من أموال وسلاح ومعسكرات تدريب ، واحتضان لفصائل المقاومة وأكثر من ذلك سال الدم العربي على أرض فلسطين وامتزج مع الدم الفلسطيني في أكثر من معركة وموقع ، كل هذا نعتز به من مواقف الأشقاء العرب، ولكن سؤالي اليوم له ما يبرره أمام ما يجري في عالمنا العربي من أحداث مؤلمة بحيث أصبح كل قطر عربي مشغولاً في قضاياه وهمومه ومشاكل والتي استعصى حلها ، بل أصبحت تتفاقم يوما تلو الآخر نتيجة تدخلات خارجية في هذا القطر أو ذاك لها مصالحها الخاصة ، ويهمها يبقى عالمنا العربي مقسماً سياسياً وجغرافيا ومحطم البنى الاقتصادية ويهمها أن تحافظ على أمن الكيان الصهيوني الذي أسهمت وإلى حد كبير في زراعته في قلب وطننا العربي في فلسطين لتمنع قيام أي مشروع وحدوي عربي هذا ما هو حاصل اليوم.
ما جرى وما يجري في عالمنا العربي انعكس وبشكل مباشر على القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني ، وعلى اللاجئين في الأقطار التي فيها مخيمات وتجمعات فلسطينية ، وعلى أهلنا داخل الوطن المحتل وبعد خمسة وستين عاماً من اللجوء عام 1948 نشهد الفلسطيني يعود للجوء ومن جديد في عام 2013م ويفقد مقر إقامته وأمنه واستقراره وبيته الذي شيده بعرق جبينه ووظيفته ، وتفتت عائلته ، وكم من أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات قتلوا جراء الأحداث .
الفلسطيني لن يكون إلا مع قضيته الفلسطينية الوطنية القومية ومع عروبته التي شب عليها ، ومع أبناء أمته العربية التواقين للحرية والديمقراطية والحياة الكريمة في كل مكان.
الفلسطيني يسعى من أجل استرداد مكانة القضية الفلسطينية على المستوى القومي العربي ، ويؤمن بأن الشعب العربي في كل زمان ومكان لن يكون إلا مع تحرير القدس وعودة اللاجئ الفلسطيني إلى وطنه وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الفلسطيني ينتظر اليوم الذي تنهض فيه كل أقطارنا العربية ويعود لها الأمن والاستقرار ووحدة الصف وتنعم بالرخاء الاقتصادي لأن هذا كله يشكل دعامة حقيقية للقضية الفلسطينية.
قوة القضية الفلسطينية تكمن بانتصار قضايا أمتنا العربية ـ وموعدنا مع النصر قريب بإذن الله.
هل ما زالت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى؟!
أخبار متعلقة