تمكنت الدبلوماسية الروسية من تحقيق النجاح الكبير في التصدي للمخطط الصهيوأمريكي الموجه للعدوان على الجمهورية العربية السورية بذريعة استخدامها السلاح الكيماوي ضد ابناء الشعب السوري وهو الأمر غير المقبول عقلا ومنطقا باعتبار أن الجيش العربي السوري في وضع متقدم ويحقق انتصاراته ضد أعمال العنف والإرهاب والإرهابيين أولا والسلاح الكيماوي السوري يمثل ثقل القوة العسكرية الاستراتيجية في مواجهة الكيان الصهيوني الاسرائيلي ويحقق موازين القوة في المنطقة العربية، وهو السلاح الذي بني بسواعد الأبطال الشرفاء على أرض الشام وبالامكانات الوطنية العربية السورية وبدعم سخي من أحرار العالم التواقين للحرية والعدالة ومناهضة التغطرس والهمجية الصهيو امبريالية التي تعتدي بصلف على الشعوب والأوطان في مناطق مختلفة من العالم بذريعة الحفاظ على الأمن القومي الاستراتيجي الصهيو امبريالي ودعم أعمال العنف والإرهاب الذي التي تقوم بها العصابات الإرهابية الدولية والجماعات الاخوانية والحماقات المسلحة التي تشهدها دول الربيع العربي الامريكي عامة والساحة السورية خاصة المدعومة من أمراء النفط وبعض دول الخليج والدول الغربية الصهيو أمريكية والكيان الصهيوني الاسرائيلي.
وكما هو الحال في سيناء وعلى الحدود مع رفح بأرض الكنانة والحرية والاحرار جمهورية مصر العربية، انه النهج والمخطط الذي انكشف واصبح واضحا بفعل صمود ومقاومة الارادة الشعبية العربية الحرة وقواها السياسية الوطنية الخيرة التي استوعبت الدرس وفهمت اللعبة التي تدار من أجل الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي تعني اضاعف القوى والقوة العربية من خلال ما اسموه بالربيع العربي الامريكي الذي كشف بما لا يدع مجالا للشك عن الاتفاق بين القوى الصهيو امريكية وجماعات تيار الاسلام السياسي ممثلة بجماعة الاخوان التي جمعها مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» من أجل الوصول الى السلطة مقابل الحفاظ على المصالح والأمن القومي الاستراتيجي الصهيو أمريكي في منطقة الشرق الاوسط.
لقد كان للأصدقاء الروس دور كبير وعظيم في كشف ما يخطط ويحاك ويدبر لدول الشرق الاوسط هذا من جانب، والعمل على تحقيق توازن القوة وتعطيل تنفيذ المخطط الصهيو أمريكي الذي يستهدف حرية الشعوب والهيمنة الاستعمارية الصهيو أمريكية بالعدوان العسكري المباشر او غير المباشر على الدول العربية المستقلة ذات السيادة من خلال التدخل في شؤونها الداخلية وهو الأمر الذي يخالف ويتجاوز القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تستوجب احترام حق الشعوب في الحرية والتعايش السلمي والحياة الآمنة وارساء قيم الأمن والاستقرار للشعوب والأوطان في مختلف ارجاء المعمورة.
لقد كشف الأصدقاء الروس بمواقفهم الشجاعة والصلبة الكثير من خفايا واسرار اللعبة لاعتبارات عدة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر انهم مشاركون فاعلون في الحرب ضد الإرهاب حيثما وجد وأينما كان وهي الشراكة الدولية التي تسعى الى تحقيق الأمن والاستقرار للشعوب وفي سياق التعايش السلمي الذي ينبغي له ان يكون على أرض الواقع بحسب ما قررته المعاهدات والاتفاقات الدولية هذا أولا، والأصدقاء الروس كانوا وما يزالون انصارا وداعمين لانتصار ارادة الشعوب من أجل الحرية والعدالة، ثانيا الأصدقاء الروس منذ زمن بعيد هم الاقرب الينا في تقديم الدعم والمساعدات من أجل احداث التطور وبناء القدرات الدفاعية وتحقيق توازن القوة في منطقتنا العربية التي تشهد تهديدا وعدوانا مستمرا بوجود الكيان الصهيوني الاسرائيلي المحتل للاراضي العربية والمقدسات الاسلامية، ثالثا الاصدقاء الروس درسوا وبحثوا كثيرا في ملفات الإرهاب الدولي والجماعات الإرهابية والتقطوا الكثير من العلاقات والاتفاقات السرية القائمة بين أعمال الإرهاب والجماعات الإرهابية ودوائر الاستخبارات الغربية الصهيو امريكية ومداها وابعادها الاستراتيجية، رابعا الاصدقاء الروس قدموا الكثير من خبراتهم وخبرائهم من اجل التنمية الشاملة وبناء الانسان للدول في الشرق الاوسط بما في ذلك تعزيز العلاقات في شأن بناء وتطوير المنظومات الدفاعية العسكرية.. الخ.
إن المواقف الروسية الصلبة تجاه منطقتنا العربية ليست محض صدفة أو أنها وليدة اللحظة بل هي في حقيقة الأمر مستمدة من عمق تاريخي لعلاقات تاريخية طويلة وقديمة وذات ابعاد استراتيجية ومصالح مشتركة لها جذورها العميقة وتربط بين الشعبين الروسي والعربي اواصر ابعد واعمق من موقف او مواقف سياسية يعلنها الاصدقاء الروس اليوم من أجل حرية الشعب والوطن العربي والحفاظ على الحياة والارض والانسان والأمن والاستقرار ويتضح ذلك عن طريق الاعلان الواضح والصريح لمواقفهم المبدئية والثابتة في مواجهة اعمال العنف والإرهاب واساءة استخدام القوة المسلحة في أي مكان ومن أي كائن من كان.
إن المبادرة الروسية بشأن السلاح الكيماوي السوري تأتي في الوقت المناسب لكشف الحقائق والادعاءات الصهيو امريكية الباطلة والكاذبة بشأن استخدام النظام السوري السلاح الكيماوي وبهذا فقد ساعد الاصدقاء الروس على اظهار حقيقة شفافية ومصداقية ما كانت تؤكده القيادة الروسية ممثلة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته لافروف اثناء احاديثهما وتصريحاتهما ولقاءاتهما السياسية الأمر الذي به تتجاوز سوريا الضغوط والعدوان الصهيو امريكي الذي اصبح خلف ظهورنا وما نشاهده من تحول في التصريحات والتوجهات لقيادات الدول الغربية الصهيو امريكية هو خير دليل على انتصار سوريا وتجاوزها مخاطر العدوان بوقوف الاصدقاء الروس الى جانب الحقوق المشروعة للشعوب من أجل تعزيز مبادئ وقيم السلام والسلم العالمي وتجنيب منطقتنا مخاطر الحروب والعدوان واجندات الشيطان.
المبادرة الروسية تجهض العدوان الصهيو أمريكي الإخواني
أخبار متعلقة