ربنا كبير.. يمد في عمر حالة «الرفس» الإخوانية ضد الدولة المصرية، حتى يكشف لك آخر رقعة كذب وتدليس في ثوب تلك الجماعة التي كانت ترفع فيما مضى شعار الإسلام ثم استبدلته حسب الحاجة بشعار أصفر هدفه إعلاء قيمة ما سمي بالتضحية فوق حقيقة فشل الإخوان في حكم مصر.
وفيما مضى أيضا رفعت هذه الجماعة شعار الوطنية ونحمل الخير لمصر ثم استبدلته بمجرد أن تحرك الشعب وأزاح رجلها عن كرسي السلطة بشعار نحمل الفوضى والخراب والندم والعقاب للشعب المصري الذي لم يفهم نعمة الخضوع لحكم الإخوان، وراجع كافة مظاهرات وأنشطة شباب الإخوان التي يتم تمريرها تحت مظلة مظاهرات ضد الانقلاب ستجدها في الأساس فاعليات لعقاب الشعب المصري بتعطيل المترو أو المرور أو شغل خطوط الهاتف أو منع السياحة من العودة أو إسقاط الاقتصاد إلى باقي قائمة فاعليات الخراب التي يحملها شباب الإخوان لمصر الآن تحت مسمى كسر الانقلاب.
أنت طبعا سمعت الكثير من العزف الإخواني على أوتار محمد حسنين هيكل النصاب، عراب عبدالناصر، محلل العسكر الأول، الكاتب الفاسد والمزور، الكاره للإسلام والمشروع الإسلامي وغيرها من الألفاظ والمصطلحات التي لم تترك موقعا في جسد الرجل ولا شرفه ولا تاريخه إلا وطعنته.
ومن قبلها وفي الشهور الأولى من حكم مرسى سمعت الكثير من الحفاوة الإخوانية البالغة بتصريحات هيكل عن حكم الإخوان ونصائحه لمرسى وكيف مرر الإخوان تلك التصريحات على صفحاتهم بوصفها اعترافاً من كاتب كبير بتجربتهم السياسية ووصولهم للسلطة.
وأنت قطعا تفهم من هذا التباين الإخواني في التعامل مع هيكل ووصفه مرة بالمزور الكاذب ومرة أخرى بالكاتب الكبير أن الجماعة التي ترفع شعار الأخلاق لا مانع لديها من أن تكذب وتزور طالما سيقودها الكذب والتزوير خطوة للأمام ويحافظ على مصالحها، وهو نفس المنطق الذي استند إليه قيادات الإخوان الذين سعوا لتبرير اللقاء الأخير الذي جمع بين محمد علي بشر وعمرو دراج والأستاذ هيكل، مستخدمين مصطلحا إخوانيا بامتياز يقول : «لقد أسمعوه ما لا يحب وما لا يسره».
وهي الكلمات التي تجدها منتشرة في كل صفحات ومواقع الإخوان وعلى لسان كل شاب إخوانى يفشل في تبرير لقاء قيادات جماعته بالرجل الذي وصفوه من قبل بالكذب وكراهية الإسلام.
تابع ردود فعل الإخوان على لقاء هيكل وستكتشف أن الكذب تحول إلى مكون أساسي في دماء أعضاء الجماعة، وستكتشف بالإضافة إلى ذلك أن الفشل الإخواني لا يقتصر فقط على إنجاز شيء ما، بل يمتد إلى مرحلة الفشل في الكذب أو التغطية على حدث سياسي ما.
الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة هو أول من نشر لقاء قيادات الإخوان مع هيكل وقال إن اللقاء كان عبارة عن حوار ودي عميق يبحث عن أفضل السبل للخروج من الأزمة، وحينما شعر البعض ممن يحتفظ ببراءة وطهارة القلب داخل الجماعة بأن الكذب سيد الموقف وأن قيادات الجماعة تتفاوض على جثثهم وأحلامهم وتلتقي رجالا كانت تصفهم قبل ذلك بالكذب والإجرام، اضطر قيادات الإخوان لإطلاق العنان لقطيع الكتائب الإلكترونية لكي ينشر في كل مكان أن قيادات الإخوان أسمعوا هيكل ما لا يسره، وأغضبوه جدا، وبالتالي أصبحنا أمام خيارين كلاهما يثبت تهمة الكذب والتزوير على الجماعة إما أن ما ينشره شباب الإخوان على الفيس بوك كذب يهدف إلى تهدئة الغاضبين من الزيارة - وهو الأمر الأقرب للصواب- أو أن ما نشره الموقع الرسمي للحزب كذب هدفه مغازلة الدولة بحثا عن سبيل للتفاوض.
محمد على بشر الرجل الهادئ فشل في أن يكذب على الناس وشباب جماعته حينما قال لوكالة الأناضول «الإخوانية التي لا يمكنها تحريف كلام قيادي إخواني أبدا» أن الأستاذ هيكل طرح رؤية تطالب بالابتعاد عن الحديث حول شرعية مرسي وحلول للخروج من الأزمة، ثم عاد وحاول أن يرضي شباب الجماعة الغاضب وقال أن لقاءنا مع هيكل لم يتضمن مبادرة أو تفاوضا حول المستقبل، وهي تصريحات تدفعك لأن تقتنع بأن محمد علي بشر وعمرو دراج ذهبا إلى هيكل من أجل الحصول على صورة تذكارية أو تجربة سيجار الأستاذ الكوبي الفاخر.
كلمة أخيرة:
علمونا في الوطن العربي وكان الإخوان على رأس المعلمين أن كل من تنتفض أمريكا للدفاع عنهم أو تغضب أمريكا على الأنظمة الحاكمة من أجل الإفراج عنهم هم في الأصل عملاء لأمريكا.. هم علمونا ذلك وحينما كان يأتي تصريح واحد ينصر البرادعي على لسان مسؤول أمريكي كان الإخوان يصرخون إنه عميل تدافع عنه أمريكا.. هم علمونا أن أمريكا لا تنتفض دفاعا إلا عن عملائها.. واستنادا إلى ما تعلمناه من الإخوان لا قول إلا بأن جهاد الحداد خائن وعميل.. ومن الوزن الثقيل لأن دفاع الإخوان عنه شرس.
هيكل يكتب نهاية الإخوان
أخبار متعلقة