من ميدان رابعة وجامعة القاهرة حيث يتجمع الإخوان من كل محافظات جمهورية مصر نسمع كلاماً غريباً يتردد لا يقبله عقل أو منطق بل أنها خطابات منهجية الإخوان، فيها حكاوى الشعوذة والتضليل عن النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام أو حلم السباحة في بركة من الدم وكلام عن الإسلام بالاستعانة ببعض الآيات القرآنية وأحاديث من السنة النبوية لصاحبها الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الكثير من التحريض على العنف وقطع الطرقات والتوجه نحو المنشآت العسكرية وتوجيه الاتهامات الباطلة لمؤسسة الجيش الوطني المصري وقوات الأمن والشرطة. ومن المفارقات لجماعة الإخوان التناقض في موقفهم من الجيش الوطني المصري الذي كان أولاً وطنياً محايداً محترماً في مرحلة إسقاط الرئيس الأسبق ( حسني مبارك ) وتحول إلى العكس بعد ذلك أثناء حكم الإخوان لمصر الذي استمر لمدة عام واحد فقط، وعندما بلغ السيل الزبى والقلوب الحناجر خرج الشعب عن بكرة أبيه إلى الساحات والميادين والشوارع في عموم محافظات جمهورية مصر مطالباً بإسقاط حكم الإخوان ورحيل الرئيس مرسي عن سدة الحكم في 30 يونيو 2013م ووقوف كل مؤسسات وأجهزة الدولة إلى جانب الشعب : الجيش والأمن والشرطة والقضاء والمحامين والأطباء والإعلام والمثقفين والعمال والفلاحين - شباباً ورجالاً وأطفالاً ونساء - الجميع كانوا كرجل واحد وعلى قلب واحد وشكلوا ملحمة البطولة والفداء والانتصار لحرية الأرض والإنسان والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في جمهورية مصر العربية المدنية الحضارية الحديثة بكل قوتها وعزتها وكرامتها.
انتصر الشعب وانتصرت مصر لتستعيد مجدها التاريخي الحضاري العظيم ووجهها المشرق الوضاء، وجماعة الإخوان لم تقبل بالوضع الجديد ولم تستجب لمطالب الشعب، ولكن بعد أن قضي الأمر بسقوط الإخوان عن حكم مصر خرجوا هذه المرة يقولون (يسقط .. يسقط حكم العسكر).
إن هذا الكلام الصادر من الإخوان يكشف زيف العلاقة التي كان سابقاً يتظاهر بها الإخوان والآن تظهر الحقيقة أنهم لم يكونوا صادقين عندما وصفوا الجيش بأنه وطني محايد ومحترم في الوقت الذي كان الإخوان في اصطفاف واحد مع الغالبية العظمى من أبناء الشعب .. كان الجيش حينها مع الشعب، واليوم الجيش الوطني المصري لايزال كما كان وكما هو عليه دائماً وطنياً محايداً ومحترماً مع المصالح العليا للوطن والشعب دوماً والذي حدث هو أن الجماعة ( الاخوانية ) وصلت إلى سدة حكم مصر وابتعدت عن الشعب وهمومه وقضاياه وانقلبت عليه وعملت على أخونة السلطة وإقصاء العامة من أبناء الشعب المختلفين سياسياً وفكرياً مع منهجية الإخوان.
وحقيقة الأمر أن الجيش الوطني المصري لم يستلم السلطة (الحكم ) وقد آل الحكم إلى رجالات الدولة المصرية من المدنيين نذكر على سبيل المثال وليس الحصر المستشار عدلي منصور رئيساً مؤقتاً لجمهورية مصر العربية و الدكتور البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية و الببلاوي رئيساً للوزراء ومع هذا وذاك فإن الجماعة الاخوانية في رابعة مصرة على إسقاط حكم العسكر الذي هو أصلاً غير موجود على الواقع حيث لا يحكم العسكر مصر بل أن الحكم سلم وانتقل بصورة سلميه لمدنيين وطنيين من أحرار مصر الشرفاء.
إن التحريض الذي تقوده قيادات الجماعة ضد القيادات العسكرية من ضباط وصف ضباط وجنود الجيش الوطني المصري هو عملية ممنهجة تستهدف ضرب قوة ومكانة مصر الأرض والإنسان المناهضة للهيمنة والعدوان وسياسة الاستعمار الصهيوامبريالية والكيان الإسرائيلي الصهيوني وذلك من خلال العمليات الممنهجة لضرب الجيش وقوته وذلك من خلال العمليات الإرهابية وأعمال العنف التي تستهدف الجيش في سيناء ومنشآت الحرس الجمهوري وفي الشوارع والطرقات ، وكما يبدو ان الوقت لم يسعفهم - أي الجماعة - لتنفيذ المخطط والأجندات المحددة في خارطة الشرق الأوسط الجديد حيث كانت اليقظة والهبة الشعبية الوطنية أسرع مما كان يدبر ويحاك ، وهاهم الإخوان يناورون من رابعة ويراهنون على العودة بالفوضى الخلاقة ولكن هيهات وقد فات الأوان والشعب حسم أمره وقرر المصير بالغالبية العظمى من أبناء الشعب وكل المؤسسات والأجهزة الوطنية المصرية للحفاظ على قوة وعزة وكرامة مصر ( أم الدنيا ) وأرض الكنانة.. والخزي والعار للخونة العملاء .
والله من وراء القصد
مصر قررت المصير
أخبار متعلقة