هل سيكون نهاية يونيو الجاري بداية لترسيخ الوعي الثوري الديمقراطي الحقيقي في مصر؟ وهل سيصبح 30 يونيو ختام العبث الإخوانى بالسلطة؟
في البداية علينا التأكيد على أن الهدف الأول لغالبية الشعب المصري يتمثل الآن في إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من السلطة بشكل سلمي، وليس القضاء عليها ومحوها من الوجود، ذلك أن الرئيس مرسي ممثل الجماعة في الرئاسة قد أثبت فشله الذريع في إدارة شئون البلد بامتداد عام كامل، والأدلة طويلة وبائسة.
بعيدًا عن حركة المحافظين المشبوهة، والتي تؤكد حجم العمى السياسي الذي يعاني منه حكامنا، وبعيدًا عن التصريحات المخبولة لعصام العريان بشأن دولة الإمارات والتي تدل على جهل سياسي واجتماعي بلا نظير، أقول بعيدًا عن كل هذا، فإن هذه السنة الكبيسة أكدت أن الجماعة لا تعرف بالمرة معنى قيادة الدول، ولا تدرك بالمرة قيمة بلد بحجم مصر العظيمة.
لذا علينا الانتباه إلى نقطتين أراهما في غاية الأهمية هما:
• إن دعوة حركة تمرد للخروج يوم 30 يونيو تسهم بشكل مدهش في عملية الفرز الاجتماعي والسياسي بين المصريين، وهي عملية ضرورية لا خوف منها يتعرض لها كل مجتمع ثار وغضب ضد السلطة القاهرة، فالذين يؤيدون الدعوة إلى إسقاط مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في ناحية، والذين يتمسكون بمرسي في ناحية أخرى، وبتعبير آخر فإن مرسي وجماعته وتيارات التأسلم السياسي الداعمة له يمثلون النظام القديم (نظام مبارك) في أبشع صوره بعد أن تم صبغه بدهان (التدين الشكلي)، والشواهد بلا حصر من أول إفقار الفقراء، والانصياع أمام الأمريكان، حتى مطاردة الثوار وأحكام البراءة المتتالية على رموز نظام مبارك. أما الملايين الرافضين لمرسي وإخوانه فيمثلون الشعب الحالم باستعادة الثورة التي سرقها منه المجلس العسكري والإخوان بدعم أمريكي صريح. أجل.. الشعب يريد استرداد الثورة حتى يتم العمل على تحقيق أهدافها في توفير الحرية والعدالة والكرامة لجميع المصريين.
• فضح هذا الفرز الجريمة الكبرى التي ترتكب في حقنا نحن المصريين منذ سنوات، وهي أن جماعات التأسلم السياسي حاولت (بدعم من نظام مبارك) في السابق (ونظام مرسى حاليًا) أن تجرجر الناس للخلف، وتعود بالمجتمع إلى العصور الوسطى من خلال مناقشة القضايا الخائبة وطرح الفتاوى الجهولة والأفكار المتخلفة التي يروج لها قادة هذه الجماعات ومشايخ الفضائيات، هؤلاء وأولئك الذين لا يخجلون من كيل المديح لمرسي ليل نهار بزعم أنه يمثل (المشروع الإسلامي)، وقد أبانت الشهور السابقة كذب هذا الادعاء وسقوطه أمام الناس في فضيحة مدوية، وها هي المنغصات اليومية التي يكابدها المصريون كل ساعة تكشف لهم الحجم المهول لكذب المتاجرين بالدين الإسلامى العظيم (الغلاء المتزايد/ انقطاع الكهرباء/ المياه/ السولار/ البنزين/ الفوضى/ الزحام/ القبح / الزبالة)، فهل هذا مشروع إسلامي؟
باختصار.. فليخرج المؤيدون لمرسي كما شاءوا بشكل سلمي، وليخرج الملايين الداعون لسحب الثقة منه يوم 30 يونيو بصورة سلمية أيضاً، ولتحدد المواقف بوضوح، ولتسأل نفسك: هل تحلم بمجتمع عادل ونظيف وحر يتطلع إلى الأمام، أم تراك راضيًا بما فعل السفهاء منا من أصحاب التيارات المتأسلمة طوال عام؟.
30 يونيو.. نهاية الجهل.. وبداية الوعي
أخبار متعلقة