تستمر الحكاية وتسرد علينا معاناة ما بعدها معاناة. والكهرباء وما أصاب عدن منها ما هي إلاَّ نقطة في بحر، والحقيقة يجب أن نكون شجعاناً في التوصيف وقول الحق.. في عدن توجد مؤسسة اسمها مؤسسة الكهرباء فيها مدير ونائب ومهندسون وعمال وموزعو فواتير وقارئو عداد وأصحاب القطع وأصحاب الإعادة وأصحاب التحميل وقوة التحميل والتوصيل والتوليد ومحصلو الفواتير و.. و.. و إلى ما لا نهاية..بالله بربكم كل هؤلاء ما فيهم عشرة يقولون كلمة الحق ويعطونا التفاصيل. ويحكون لنا الحكايات وهم يعرفون أن عدن كبرت وسمنت وترعرعت وتربربت وتدبدبت ووصل سمنها وطولها إلى الجبال والممرات الضيقة والمساحات الكبيرة المنهوبة والمتنفسات على الشواطئ التي أرادها الله لأبناء عدن إذا انقطعت الكهرباء يذهبون إليها ليتنفسوا فيها ويشعروا بضربة هواء تأتيهم من البحر. لكنها المصيبة الكبرى والأنانية وحب الذات (نفسي نفسي) والأموال الزائدة التي تكلمت ولم يتكلم الضمير ولا الإنسانية.
الكهرباء عنوان كبير خرجت بنفسها متظاهرة ومنادية وواقفة بنفسها تقول: مازلت قوية وموجودة، لكن الجميع يعبث بي وكأنني لا أعني أحداً والكل يريدونني قوية وهم يعملون بي العجز. وتقول- أي الكهرباء- انني بحاجة كبيرة لكل من يمنحني القوة والصمود لكي أعطي لمن هم حولي الضوء والهواء والاستمرارية في الحياة. فالكل بحاجة لي ولكن لا أرى منهم أي بادرة تجاهي أو حسن نوايا وهي تقول كما أعطيكم أعطوني.
ومن غير الجائز أننا نريد الحاجة هكذا بلاش أو باحتيال أو عدم دفع الفواتير وخصوصاً الشركات الكبرى والمصانع والفنادق والعمارات المؤجرة ومرافق الحكومة.
كم آلمني عندما حدثتني ابنتي وهي طالبة في الثانوية عن الحر داخل الفصل الذي خلس أجسادهن وهن لابسات العبايات داخل الفصول و(عادنا إلاَّ في بداية ابريل).. ويقودنا ذلك إلى التساؤل عن أوضاع المستشفيات والمراكز الصحية وأحوال المرضى فيها.
سألني شخص وهو يقرأ بعض المقالات التي اكتبها وقال لي: «أنت تكتب وكتاباتك جميلة لكن ضع نقاطاً للتصحيح». فقلت له: يا أخي، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيفما تكونوا يولَّ عليكم» والحديث ومعناه خير جواب وخير تصحيح.
لقد قرأت تصريحاً لمدير مؤسسة المياه عندما قال: كيف للمواطن أن يشتري قنينة ماء بثمانين ريالا ويعجز ويماطل أن يدفع ما قيمته 30 ريالا لـ 1300 قنينة بتعبئة المؤسسة.
لابد لنا من الانصاف وكما تحب أن تنال ما هو لك يجب أن تؤدي ما عليك ولن يستقيم الظل والعود اعوج.. اكشفوا الكبار وساعدوا الصغار بكل شيء فكما اعلم أنه يوجد كثير من الناس حالهم ميسور ومستور ولا يشتكون لأحد إلا لله.
هذه السنة هي الثالثة التي ظهرت فيها سوءات الكهرباء وانكشف أمرها بهذا الحجم والحر على الأبواب ولابد من التحرك الصحيح لكل فرد بتصحيح الأخطاء كبيرة كانت أو صغيرة وإذا كان يوجد ناس دخلهم ضعيف فليتكلموا وعلى مؤسسة الكهرباء أخذهم بعين الاعتبار حتى لا يكون هناك اعتداء على قوة وقدرة الكهرباء والعبث بها.. والناس الذين ربي فاتح عليهم يجب أن يدفعوا ما عليهم «وهذا يكتمل بهذا».
أما حكاية محطة مأرب الغازية فما هي إلا غطاء كبير يرمى علينا كي لا ينكشف الفساد والمفسدون.. نحن هنا في عدن وهي مساحة معروفة ومحافظة متكاملة ومديريات ثمان وميناء ومطار وكل شيء ساعدوها بكل شيء من أجلكم وابحثوا عن المتلاعبين بها وبنا واكشفوهم وسوف تعود الكهرباء وهي مبتسمة وقوية بطاقة أكبر , فقط علينا المساندة لها بقدر المستطاع حتى وان أتت الآن من مساعدات الدول المانحة لكن استمرارها وعدم تخريبها هو بأيدينا وقد تذكرت بيتاً شعرياً يقول:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه
نسأل الله أن ينور علينا قبورنا ويجعل لنا في حياتنا نورا.
الكــهــربــاء.. فساد ظهر وتكلم
أخبار متعلقة