مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي بدأ أعماله في 18 مارس الجاري هو الوسيلة الحضارية السليمة المتفق عليها من أجل الخروج الآمن من هذه الأزمة (المعمعة) والاوضاع الصعبة والمعقدة التي تعيشها البلاد والعباد، ويعلق عليه جميع أعضاء المؤتمر بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية ومعهم الغالبية العظمى من أبناء الشعب الفقراء والبسطاء العمال والمزارعين، الموظفين، المثقفين، المهنيين، المتعلمين والجامعيين والغلابى والأميين سياسيا وابجديا، الشباب والمرأة في المدن والأرياف وفي السهول والجبال آمالهم الكبيرة في تحقيق النجاح المنشود في الأمن والاستقرار وبناء اليمن المدني الحديث والعمل على ما يجنب اليمن المخاطر والمحن ما ظهر منها وما بطن.
الجميع يتطلع ويتابع بشغف جلسات الحوار المنعقدة طوال هذه الفترة ولاتزال مستمرة وهناك الكثير من الجهد المبذول والحرص على جمع الرؤى وتقريب وجهات النظر والتقارب والتقريب الجيد الذي فيه تذوب حواجز الصخور الثلجية التي تنتصب على طريق المؤتمر وبين اعضائه من جهة والرؤى والقضايا المستهدفة في هذا اللقاء الجمعي الوطني من جهة اخرى قد تكون في هذه البداية الرائعة التي انعكست في الأداء الفاعل والايجابي المتميز رغم الشوائب والاختلالات التي برزت بين الحين والآخر، لكن المهم والأهم هو المستوى الجيد من الانضباط والتزام الشفافية والمصداقية في طرح الآراء والقضايا والمصارحة التي اتسم بها الجميع وتلك الصدور الواسعة التي تقبلت الرأي والرأي الآخر والتعامل مع الممكن في الاصغاء والاستماع الجيد والقبول بالآخر باعتبار الجميع في ساحة واحدة على المحك السياسي الوطني الذي ينبغي فيه ان نكون او لا نكون حيث تنتصب في هذه الساحة قضايا عدة وطنية وسياسية وهموم وشجون الوطن والمواطن الذي يترقب بحذر كل الفعاليات والممارسات والسلوكيات داخل مؤتمر الحوار الوطني الشامل وخارجه ويأمل باعتزاز كبير ان تظهر القدرة والمسؤولية الوطنية للحسم الذي يقدم الحلول والمعالجات المناسبة التي ينبغي لها أن تكون حقائق على أرض الواقع لتزيح الهم والغم الذي يخيم على حياة الأمة للخروج بسلام إلى بر الأمان.
إن المقدمات التي ظهر بها مؤتمر الحوار الوطني في الايام القليلة الماضية مشجعة وتعطي انطباعا جيدا وفي افقها الكثير من المعطيات المبشرة بالخير التي تقدم الأمل والتفاؤل لقادم الايام حيث السائد هو مؤشرات العزيمة والاصرار التي يتحلى بها اعضاء المؤتمر لوضع أسس وقواعد البناء الجديد للدولة المدنية الحديثة القائمة على تطبيق مبدأ سيادة القانون، وعلى العموم الوطن اغلى وفوق كل المصالح الانانية وكبير يتسع للجميع.
وفي هذه المرحلة يحتاج الى تضافر الجهود والترفع عن الصغائر والحشد الواعي والاصطفاف الوطني المسؤول بالابتعاد عن الشطحات والمغامرات والشطط السياسي، الوطن اليوم أكثر من أي وقت مضى يحتاج الى رجال أوفياء للأرض والانسان، كبار في التعامل مع مختلف القضايا مهما كانت بتغليب لغة العقل والمنطق الذي يستوعب حاجات ومتطلبات الواقع الذي نعيشه وما ينبغي ان يكون عليه ويغير في الحاضر ويصنع مستقبلا احسن وافضل آمنا ومستقرا ويحقق الكثير من تطلعات وآمال الشعب في الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.
وتبقى الآمال كبيرة والانظار متطلعة نحو مؤتمر الحوار الوطني من أجل النجاح والخروج بما يؤمن للوطن والمواطن قوته وعزته وكرامته.
مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. تغيير الحاضر وصنع مستقبل آمن
أخبار متعلقة