اتابع من خارج الوطن الحبيب ومثلي جميع المغتربين اليمنيين باهتمام بالغ وبشكل يومي جلسات مؤتمر الحوار الوطني عبر الفضائية اليمنية وبينما نشاهد وقائع جلسات مؤتمر الحوار ومشاركات اعضائة ومداخلاتهم ينتابنا شعوربان الوطن وبعد ان طالت معاناته وزادت آلامه وقلت آماله يتجه اليوم نحو غد مشرق ومستقبل افضل كيف لا ومؤتمر الحوار الوطني قد ضم بين جنباته اعضاء من جميع شرائح واحزاب ومنظمات المجتمع اليمني وكيف لا واعضاء الحوار الوطني يمثلون جميع القضايا الكبيرة والصغيرة العالقة في اليمن وكيف لانعلق على مؤتمر الحوار آمالنا وطموحاتنا وفيه اعضاء من نخب الاقتصاد والتنمية والمثقفين والباحثين ومن خلال وقائع جلسات مؤتمر الحوار ومن خلال الكوكبة من اعضاء المؤتمر والتي تمثل جميع اطياف وشرائح وقضايا اليمنيين يتأكد لنا جليا اننا بدأنا بالفعل نخطو خطوات جادة نحو الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية دولة الحرية والمساواة .
ورغم ان جلسات الحوار يسودها نوع من التفاهم واحترام الرأي والرأي الآخر فيما بين المتحاورين وبرغم اننا لم نر او نسمع حتى اللحظة اي سلوك او تصرف شاذ او غير مسئول من قبل الاعضاء وبالرغم من كل هذه الاجواء الايجابية التي تسود مؤتمر الحوار الا ان هناك مطبات في طريق الحوار الوطني يجب الالتفات اليها والعمل على ازالتها في اقرب فرصة ممكنة وحتى لا تشكل تلك المطبات اثر سلبي على مجريات الحوار ونتائجه ومخرجاته .
ولعل اهم تلك المطبات التي تواجه المتحاورين هي نتيجة التصرف غير المسئول وللاسف الشديد من قبل بعض المشايخ فكما نعلم جميعا ان الاحزاب السياسية وخصوصا المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح ضمت في قوائمها عدداً من المشايخ الذين لهم ثارات ونزاعات مع اكثر من طرف ( لاداعي هنا لذكر الاسماء فالجميع يعي من اقصد !) هؤلاء المشايخ ولانهم وكما ذكرت لديهم مشاكل متشعبة ومتعددة وقصصهم وللاسف لاتخلوا من الدم ولانهم كذلك تجد الشيخ لايتحرك الا بموكب كبير من المرافقين المدججين بجميع انواع الاسلحة المتوسطة والخفيفة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يمكن لعضو الحوار الوطني وهو المواطن اليمني البسيط الذي لا توجد لديه ثارات ولا نزاعات مع احد سواء مع الزمن السيئ والظروف الصعبة التي يعيشها ان يطرح بكل حرية وينتقد بكل حرية ويقترح مايراه مناسبا بكل حرية !؟ وكيف لهذا العضو وهو المواطن البسيط ان ينتقد شيخاً او يخالفه الرأي !؟ وكيف لهذا العضو وهو المواطن اليمني البسيط ان يقول للشيخ لا او ان يرفع نقطة نظام اثناء حديث الشيخ !؟ بكل تأكيد لن يجد العضو الحرية الكاملة لطرح ما يريد لسبب بسيط جدا بان هناك خلف قاعة الاجتماعات ترسانة عسكرية ومسلحين واسلحة متوسطة وخفيفة ومتنوعة يمتلكها الشيخ الذي يقف عضوا في مؤتمر الحوار !
في حقيقة الامر لقد كان اختيار الاحزاب لهؤلاء المشايخ غير موفق وبكل تأكيد ان حضور المشايخ جلسات مؤتمر الحوار بالمرافقين والاسلحة المتنوعة له اثر سلبي بالغ الخطورة على مجريات الحوار الوطني ومخرجاته واذا ما استمر هؤلاء المشايخ بالعنجهية ومخالفة اللائحة المنظمة للحوار ومخالفة النظام والقانون والدستور اليمني والذي يحرم حمل السلاح فان ذلك ولاسمح الله قد يؤدي الى فشل مؤتمر الحوار وهذا امر ليس بالمستحيل لذلك نؤكد أن حضور المشايخ جلسات الحوار بمرافقين مدججين بالاسلحة مطب في طريق الحوار الوطني ينبغي ازالته .
فما هي الطريقة الامثل لازالة هذا المطب من طريق الحوار الوطني !؟ وللاجابة على هذا السؤال شخصيا اعتقد ان الطريقة الامثل لازالة هذا المطب تكمن في استبدال اكرر استبدال هؤلاء المشايخ باعضاء آخرين لان هؤلاء المشايخ لديهم ثارات وتراكمات ونزاعات لذلك ليس لديهم اي استعداد كما انهم لايملكون الجراءة لترك مرافقيهم واسلحتهم في بيوتهم وحضور مؤتمر الحوار مثلهم مثل بقية الاعضاء .
حضور المشايخ جلسات الحوار الوطني بالمواكب والمرافقين والاسلحة المتنوعة والمليشيات مطب حقيقي في طريق مؤتمر الحوار الوطني له اثر بالغ الخطورة على مجريات الحوار الوطني ونتائجه ومخرجاته .
الاحزاب السياسية وحدها من وضعت ونصبت هذا المطب امام طريق الحوار الوطني لذلك الاحزاب السياسية مطالبة بازالته في اقرب فرصة ممكنة ، فهل سوف تعمل الاحزاب السياسية على ازالة هذا المطب من امام طريق الحوار الوطني !؟ .... اتمنى ذلك.
رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]
مطبات في طريق الحوار
أخبار متعلقة