برهن الشعب اليمني عبر مراحل تأريخه المعاصر قدرته الفائقة على تخطي الدسائس والمخططات التآمرية وكذا المصاعب التي تحاول أن تثنيه عن إنجاز أهدافه وغاياته في التطور والتقدم والنماء وقد تجلت مثل هذه الشواهد في عدة محطات هامة حفلت بها مسيرة النضال الوطني ولعل من أهمها مايمكن إستشرافه في ملاحم الدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري والذودعن حياض الوحدة الوطنية حيث قدم شعبنا العظيم في تلك الملاحم وغيرها دروساً عظيمة لا تنسى ستظل ناصعة في صفحات التاريخ كونها أبانت عن الجوهر الأصيل لهذا الشعب ووفائه لمبادئه وقيمه الوطنية على النحو الذي لم تستطع أن تضعف من منعته كل المحاولات التي ظلت تسعى بين الحين والآخر إلى النيل من هذا الكيان المتماسك وإضعافه سواءً تلك المحاولات التي تأثرت بدعاوى المناطقية والعصبية أو التي جاءت تحت شعارات متطرفة.
وهاهوالواقع اليوم يسير على ذات المنوال المحكوم بالتلاحم الخلاق الذي يعبر عن نفسه في الموقف المتوحد للمجتمع اليمني بكل فئاته وشرائحه في مواجهة الأحداث التي يعيشها الوطن هذه الأيام والتي دخلت معها خلال العام 2011م منعطفاً خطيراً بفعل الأزمة السياسية وما نتج عنها من أحداث مؤسفة تضرر منها الجميع من أبناء الوطن دون إستثناء.
وبعيداً عن ذلك يظل الاصطفاف الوطني وغيرها من الأمور والمواقف الوطنية التي دائماً ما يدعو ويؤكد عليها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة باعتبارها مطلباً هاماً في الوقت الراهن لمواجهة التحديات ولما فيه خدمة الوطن والمواطنين.
لذا يأمل اليمانيون أن يكون الحوار الوطني الذي تم ﺗﺪﺷين ﺟﻠﺴﺎته الإثنين الماضي حسب ما جاء في بنود المبادرة الخليجية المزمع تنفيذه على مدى ستة أشهر فرصة سانحة لإعادة العقلانية وتقديم المعالجات والحلول الناجعة لمختلف القضايا والهموم الاقتصادية والإجتماعية والسياسية ومحو آثارما خلّفته الأزمة التي تجرع مرارتها الصغير قبل الكبير.
ومن أجلنا نحن كشباب جميعاً نعوّل الكثير على المتحاورين المشاركين في هذا الملتقى الحواري الفريد من نوعه على مستوى الوطن العربي والعديد من البلدان الأخرى أن يضطلعوا بمسؤولياتهم والمضي قدماً نحو الآفاق وصنع المستقبل المشرق لبلادنا ووضع مصلحته في مقدمة المهام بالنسبة لديهم وفي ذات الوقت نحمّلهم المسؤولية الكاملة للخروج باتفاق يتناسب مع هموم الشباب والناس ويخدم قضاياهم ويلبي طموحاتهم ويحقق آمالهم والبعد كل البعد عن المكايدات والمزايدات وأن ﻳﺨﻠﻌﻮﺍ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺷﺤﺘﻬﻢ ﻭأﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻧﻈﺮﺍﺕ قصيرة ﺃﻭ ﻭﻻﺀﺍﺕ ﺿﻴﻘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻄﻠﻘﻮﻥ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﺎﻳﻬﻢ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺪولة المدنية الحديثة ﺍﻟﺘﻲ طال ﺤﻠﻢ انتظارها من قبل الجميع.
اليوم نحن بحاجة ماسة للعمل من أجل إرساء قيم الخير والمحبة والتلاحم والإخاء من أجل بناء وتشييد الحاضر الاقتصادي والتنموي وتجاوز كل ما دون ذلك والانطلاق صوب غدٍ أكثر إشراقاً ننعم فيه بالتقدم والرفاهية والحياة الكريمة والشكر كل الشكرلكل من قدم الدعم والمساندة والتنازلات تلو التنازلات لإخراج اليمن من محنته والحفاظ على أمنه واستقراره .
الحواروتلبية تطلعات الشباب
أخبار متعلقة