الموقع الجغرافي لمحافظة تعز والروابط الثقافية والاجتماعية والنضالية المتينة والقوية التي تربطها بالمحافظات الجنوبية والشرقية وعبر مسار التاريخ القديم والحديث توجب على أبناء تعز الوقوف جنباً إلى جنب مع إخوانهم في المحافظات الجنوبية والشرقية ومناصرة قضيتهم العادلة التي هي قضية كل الشرفاء والأحرار على امتداد الأرض اليمنية.
إن أبناء محافظة تعز يدركون أكثر من غيرهم حقيقة ما يجري وما جرى في عدن وحضرموت.. باعتبار تعز الحرية والكرامة والنضال هي العمق الاستراتيجي ليس فقط لمدينة عدن الباسلة بل لكل الجنوب وستظل كذلك لأنها أصلاً «جنوبية» الموقع والهوية والتاريخ.. من هذا المفهوم الواعي والمستوعب والمدرك ينبغي على كل أبناء تعز حيثما كانوا داخل الوطن وخارجه أن يساندوا إخوانهم في الجنوب بشكل فاعل وقوي ومعلن, تماماً كما كانت وما زالت أدوارهم ومواقفهم الشجاعة والريادية في الثورة الشبابية الشعبية السلمية, وأن لا ينجروا وراء ما يروج له أعداء الحرية والكرامة والدولة المدنية، وما يرتكبونه من جرائم وأعمال تخريبية بهدف الإساءة إلى الحراك الجنوبي السلمي والقضية الجنوبية العادلة لتضحيات شعبنا الذي لا يزال يواصل ثورته ضد الظلم والاستبداد والطغيان والتطرف الأعمى ومن اجل بناء يمن جديد ومواطنة متساوية ودولة قوية عادلة.
إن تضحيات تعز إبان الكفاح المسلح والعمل الفدائي ضد المستعمر الغاصب هي تجسيد للنضال والتلاحم الأخوي المشترك، ومنه نستمد عظمة المواقف الشجاعة والعادلة والمنصفة، وعلينا أن نتذكر جيداً مواقف أبناء عدن والضالع ولحج وحضرموت وشبوة والمهرة وأبين عندما كانت تعز تضرب بصواريخ ومدافع ودبابات النظام البائد، حينها كانت المسيرات المنددة بتلك الجرائم البشعة تجوب كل محافظات الجنوب، وكان الدعم المعنوي والإمداد الثوري من شباب الجنوب متواصل ليلاً ونهاراً إلى مدينة تعز.. اليوم الموجبات الوطنية والأخلاقية والنضالية المشتركة تفرض على محافظة تعز الثائرة ليس فقط حشد الجماهير والقيام بالمسيرات المناصرة والمؤيدة لعدالة القضية الجنوبية، وليس فقط تقديم الدعم المعنوي وقوافل الإمداد الغذائية والطبية فحسب، بل تسخير كل القدرات والإمكانات السياسية والإعلامية وتثوير الجماهير اليمنية ضد عدو 21 فبراير بمدينة عدن، وتشكيل رأي عام محلي وإقليمي ودولي انتصاراً للقضية الجنوبية، وبالتالي حشد الشباب الثائر في ساحات وميادين الحرية والتغيير وحيثما وجدوا ليكونوا عوناً ومدداً لانتفاضة الكرامة 21-20فبراير 2013م وسداً منيعاً أمام مطامع قوى الفتاوى التقليدية المتطرفة والمتهالكة التي تهدف الإمعان في نهب ثروات الجنوب وإذلال وتجويع أبنائه الأحرار.
إن تعز ليست بقبيلة حاشد أو بكيل أو مذحج بل قبيلة كل من ليس له قبيلة، وهي قبلة الدولة المدنية الحديثة في جنوب الجزيرة العربية, والدعامة القوية للحكم الرشيد الذي يتطلع إليه شعبنا من صعدة إلى المهرة.. لقد آن الأوان لملايين تعز وفي مقدمتهم الشباب ورجال السياسة وكل الثائرين الأبطال للاصطفاف الواسع إلى جانب إخوانهم في الجنوب وإفشال مخطط الحصار والتنكيل والقمع والترهيب الإخواني ومعه القوى التقليدية الرجعية المتخلفة ضد أبناء الجنوب الشرفاء وقضيتهم العادلة.. يجب أن تتجه الآن «تعز» جنوباً بكامل ثقلها السياسي والاقتصادي والثوري المنظم انتصاراً للحق وإزهاقاً للباطل, وبكم وبقيمكم ومواقفكم النضالية وتضحياتكم الثورية حتماً سينتصر الجنوب لقضيته والوطن اليمني لتطلعات أبنائه جميعاً, وبدونكم انتم قوى الثورة والتغيير والتحديث ستظل عجلة التطور تدور حول نفسها، وهذه حقيقة تاريخية لا جدال فيها.. فعجلوا الخُطى حتى لا تتوقف المسيرة في المنتصف.. والله معكم وناصركم فنعم المولى ونعم النصير.
تعز.. الاتجاه جنوباً!!
أخبار متعلقة