المرأة اليمنية بحراكها الثقافي ووعيها الإنساني تحركت لإثبات ذاتها كمكون اجتماعي أساسي في يمن الإيمان والحكمة اليمانية ولها من الحقوق الإنسانية المجتمعية ما للرجل حيث أن هناك الكثير من الحقوق والواجبات الدستورية والقانونية ظهرت من خلالها كمثقفة واعية تمتلك في داخلها الكثير من القوة الجبارة للتعبير عن رأيها ومواقفها الصلبة التي تمكنها من استعادة دورها ومكانتها في المجتمع الذكوري الذي حرمها ردحاً من الزمن أبسط حقوقها وسلبها حريتها في التعبير عن ذاتها وإظهار قدراتها العلمية والثقافية التواقة لتكون شريكاً فاعلاً وإيجابياً في عملية البناء للتنمية الاقتصادية الشاملة والمشاركة في صياغة النظام السياسي الذي ينبغي له أن يعطيها الحق في الإدارة والقيادة والعمل في مختلف جوانب الحياة بل وأن تكون عنصراً أساسياً في التغيير والتطوير لبناء اليمن الجديد المدني الحديث.
لقد أثبتت المرأة اليمنية أنها تمتلك الكثير من مكامن القوة والاستعداد لتقديم روحها ودمها فداء لنصرة مبادئ وأهداف الثورة الشبابية الشعبية للتغيير السلمي حيث تقدمت الصفوف في المسيرات والمظاهرات ووقفتها الواعية في الساحات واعتلائها المنصات للتعبير عن وجودها وحضورها الثقافي الفاعل وبعقل مدني حداثي.
الوضع اليمني متخلف ومعقد ولم تكن قوى التخلف المسيطرة على مثلت التطرف الديني والقوة العسكرية والقبلية متوقعة أن المرأة اليمنية محصنة بالثقافة ومناضلة صلبة تجاوزت واجتازت بخطوات واثقة الواقع المتخلف للماضي الأليم ورموز الظلم والظلام وسواد الشراشف والبراقع ومزقت خيوط العناكب وبنت قواعد الحياة المدنية الحديثة في فضاء اليمن الجديد واسع الخيال مع عودة ذويزن ووضاح اليمن منتصراً، وانتصرت بشرى المقطري وسامية الأغبري وأمل الباشا وراقية حميدان وتوكل كرمان وهدى العطاس الصامدات في نضالاتهن اليومية بحثاً عن الحرية والعدالة انتصاراً لقيم الحياة المدنية والحداثة صامدات في وجه القهر والاستبداد وحرية الإنسان إنهن رموز للكثيرات من حرائر اليمن الشامخات في هذا الزمن الصعب، مناضلات وفيات لقضايا المرأة وحقوقها واقفات بصلابة ضد حرمان القاصرات حياة الطفولة الآمنة فكانت صادرة منهن المواقف والكلمات القوية المعبرة عن صدق مشاعرهن نحو الصغيرات القاصرات اللاتي هن بحاجة للكثير من العطف والحنان ومساحة وساحات للعب واللهو مع قريناتهن.
ذكورية العقول الفاسدة حطمت أحلام وتطلعات البراعم الواعدة من القاصرات وقلع عقل الذكر أمل الأنثى الصغيرة في حياة المرأة البالغة المثقفة التي كان يمكن لها مخاطبة العقل والجسد ببلاغة البلوغ وإحساس المشاعر المتفاعلة كأنثى مع رغبات ذكورية الرجل الواعي للشعور الأنثوي الذي ينبغي ويريد.
لقد كشفت المرأة اليمنية بنضالاتها ومقاومتها الوسائل والأساليب لدى بعض العقول الذكورية المتخلفة المعتمدة على التضليل والكذب والخداع والتزوير لفتاوى السياسة وشعوذة الدجل التي تريد للمرأة أن تكون سلعة وجارية وخادمة في عالم ذكوري يغتال ويدمر كل شيء جميل في هذا الوجود ويدوس على الأزهار والورود وينتزع الرضيع من حضن أمه ويفتي بحلال زواجها أيعقل أن نسمع ونشاهد ونقرأ مثل هذا الفعل الخالي من الإحساس والمشاعر والعطف والحنان؟ أهذا بشر (إنسان) يملك ذرة من العقل الذي يميزنا بأفعالنا عن الحيوان؟ قلوبنا وأحاسيسنا ومشاعرنا معكن أيتها السيدات الفاضلات وأيادينا ممدودة إليكن وأرواحنا ودماؤنا فداء لانتصار الحق من أجل الحرية وعزة وكرامة الإنسان و معاً نقولها كلمة سواء في وجه الظلم والظلام انتصاراً للمدرسة التي إن أعددناها أعددنا شعباً طيب الأعراق.
المرأة رمز وشريك الحياة
أخبار متعلقة