بإيقاع منصدم مع التسامح والتصالح، عزفت أقلام جنرالات الحرب والدماء في اليمن، سيمفونية التحريض على مهرجان 13 يناير الذي احتشد فيه الجنوبيون المتخاصمون ليرددوا أغنية السلام والعفو، فهل هذه جريمة؟! تدفع الشوفينيين التقليدين لاستدعاء نفير (البروزان) الذي يفزع أمان أهالي صنعاء القديمة ويذكرهم بنهب 48 م ومجازر السبعين.
استحضرت كلمات ( احمد الحلبي) ابن صنعاء- اليمن، وهوا ينصح ناهبيه من قبائل التتار: ( انهبوا لكن بنظام.. لا تكسروش الاواني)، ولاحقا عندما حسمت حرب السبعين بعد ثورة 26 سبتمبر بعد صراع الملكيين والجمهوريين، تبخرت ثورة 48 الدستورية وجاءت ثورة السبتمبريين في 62 م بعقل جمعي اسمه مشروع ( الحركة الوطنية) الذي اجهضته القوى الرجعية في حصار السبعين، و( 5 نوفمبر) برعاية سعودية صرفة، أدت إلى ارتهان القبائل للريال السعودي.. وهكذا تمت الأمور.
كان الجنوب ومازال ملجأ آمنا للحركة الوطنية ومشاريعها المختلفة التي تدعو للمدنية والتقدم، ولعل ذلك هو مبرر عدم سقوط شعب مدني ورضوخه لاعتي استعمار غربي في القرن الماضي، واستبداد تقليدي في الحاضر.
كان الجنوب قبل عام 90م قد تجاوز لغة القبيلة وعرف الدولة منذ وقت بعيد وجاءت ثورة 14 اكتوبر لتحافظ وتطور أفضل تقاليد الدولة التي كانت قائمة، وقد أطلقت ثورة أكتوبر قبل 45 عاما صحيفة محترمة انشر فيها هذا المقال، وينصدم رئيس تحريرها اليوم مع قوى تقليدية تحاول ان تلغي تاريخ وكيان دولة قائمة ذابت طواعية وبعاطفة ثورية في 22 مايو تحت مسمى الجمهورية اليمنية، قبلها كان الجنوب علما ورقما اسمه (جمهورية اليمن الديمقراطية)، وكان الشمال كذلك مسمى ( الجمهورية العربية اليمنية) ولا يستطيع فارس غانم ولا علي الجرادي الشماليا الأصل إنكار ذلك على احمد الحبيشي وراقية حميدان وخالد صاوي ورضية شمشير واحمد قاسم دماج وعمر الجاوي الخ..
لا نحن ولا هم يستطيعون ان ينكروا ان صالح والبيض رفعوا علم دولة الوحدة وان الأول ورفاقه من الإخوان غدروا بالثاني وكل رفاقه.. فلا احد معصوم من الخطأ.. ولكن علينا ان لا نكرر الخطأ.
من واجب علي (الريمي) الجرادي ان لا يصف الحبيشي بالمناطقية مادمنا لا نشعر جميعا بالمواطنة المتساوية.
وعلى الإخوان ان يفهموا ان مشروع الرفاق في المشترك لبناء الدولة المدنية الحديثة عبر نظام سياسي وعقد اجتماعي جديد، لا يحتاج الى ابتزاز ديني بتحريض العلماء للدعوة ( الحاكمية) و التحريض على حقوق المرأة الديمقراطية وقانون الانتخابات والقائمة النسبية.
كما ان على علي محسن ان ينصاع لقرارات الرئيس هادي ويذوب في اطار التغيير وحلم اليمنيين الثائرين دون تمترس بالسلف والساحة، وبالمقابل على المؤتمر ان يتحول الى شريك فاعل دون ان يرتهن الى المقامرة في البورصة السياسية، وعلى الإصلاح في اليمن والجنوب تحديدا ان يكون مدنيا وليس حائط صد لحماية ما نهبه الإخوان والمشايخ وعلي محسن من مساحات واسعة في الجنوب واليمن عامة.
على الثلاثة ان يتخلوا عن لغة التخوين وفزاعة إرهاب الناس بالحرب الأهلية واحتواء القاعدة عبر جمعيات (الاحسان) و( النهضة)، فقواعد اللعبة الوطنية لا تحتمل تحويل اليمن الى قاعدة شحن وتفريغ!!
تصالح الجنوب يفزع مراكز الفساد في الشمال
أخبار متعلقة