مصر من رائدات الحضارة الإنسانية التي تعود إلى سبعة آلاف سنة.. مصر رمز الإرث الحضاري ويتجلى ذلك في ان نصف آثار العالم موجود في مصر.
مصر التي حكمت في ظل الراشدين رضي الله عنهم أجمعين لم تصدر فتوى بهدم الأهرام أو أبي الهول.. مصر التي حملت الود لنبي الإسلام عندما أهدى له المقوقس مارية القبطية رضي الله عنها التي أنجبت له إبراهيم.
مصر التي أنجبت العظام عبر قرون وقرون وكان منها الإشعاع إلى سائر الأصقاع والبقاع بدءا من الأزهر ومرورا بجامعة القاهرة والمجمع اللغوي وانتهاء بمستشفى القصر العيني وجامعة السويس.
بينما كنت اقلب عدد مجلة “الهلال” (وهي من معالم مصر) في عددها الصادر في مايو 2010م وكان مكرسا للراحل الكبير أنيس منصور وقفت عند الصفحة (190) أمام الموضوع: (نغم في حياتنا ساكن في حي السيدة) للدكتورة الغادة ياسمين خراج.
أغنية (ساكن في حي السيدة) وهي واحدة من روائع العطر الذكر محمد عبدالمطلب وهو من مواليد شبرا في 13 أغسطس 1910م وتوفي في القاهرة في 21 أغسطس 1980م عن سبعين عاما.
حفر الفنان الخالد عبدالمطلب الصخر بأظافره حيث بدأ ضمن فرقة الكورس مع عبدالوهاب احد أساطين الفن في القرن العشرين ومثل مسرحية (يا حبيبتي يا مصر) ومن افلامه (علي بابا والأربعين حرامي) عام 1942م و(كذب في كذب) عام 1944م ومن أغانيه المشهورة: ساكن في حي السيدة، اسأل مرة عليَّ، حبيتك وحاحبك على طول.. انعم عليه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بوسام الفنان عام 1964م.
سكنت أغنية (ساكن في حي السيدة) وجدان المستمع العربي وظلت محفورة في ذاكرته وتغنى بالأغنية المواطن العربي من الخليج إلى المحيط وورد في الكوبليه الأول:
ساكن في حي السيدة
وحبيبي ساكن في الحسين
وعشان انول كل الرضى
يوماتي أروح له مرتين
م السيدة لسيدنا الحسين
وورد في الكوبليه الأخير:
أفوت على بيت الحبيب وحياتي
أقول جريح يا أهل الهوى
ياريت يكون معاه نصيب
والحب يجمعنا سوى
والفرحة تبقى فرحتين
م السيدة لسيدنا الحسين
عاش شعب مصر العظيم رغم كل سلبيات الحكام في بساطة عيش وسعة عطاء في كل المسارات: تربية إسلامية/ مسرح/ سينما/ ثقافة/ صحافة.. وهلم جراً حتى عصفت رياح الربيع الامريكي بالبلاد العربية وتم الدفع بالإسلاميين هنا وهناك وأورد خلفيات ذلك المفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل.
فاحت على السطح ظواهر ومظاهر ما أنزل الله بها من سلطان: تعديلات دستورية لقدوم الدكتاتورية لتتحقق أشكال الإرهاب الثلاثة: دولة/ جماعة/ أفراد.. وهذا متحجر عفن يصف كشف المرأة لوجهها (مع كفها فقط) بأن وجه المرأة كعورتها.. وذاك مسؤول آخر يقول للمذيعة التلفزيونية التي حملت كفنها معها بأنهم سيصفون كل الإعلاميين..
إنها الكارثة بعينها.. لكنها الذبح على الطريقة الإسلامية.
مصر من (ساكن في حي السيدة) إلى الهاوية
أخبار متعلقة