مجمتعـنا .. مجتمع يحمل في طياته الكثير من الإختلافات إن كانت في طرق النشأة ، أو حتى العادات والتقاليد، وبالتأكيد الأفكـار وهي الأساس في كل ماسبق. وعليـه .. نرى كل ذلك متجســداً في نتـاج المجتمع ، أساسـه المسلح والمدعم بالأخلاق والقيم والأفكار المختلفة.. بالتـأكيد ذلك الأساس هو (نحــن) ، (فئة الشباب).
ولكن ، يا ترى كيف يتسلح جيل الشباب ليرتقي؟!
جميلـةُ تلك الكلمات [(العلم سلاح) (العلم قوة) (العلم نور)..
كل شعوب العالم تسعى نحو ذلك الشيء (العلم).
السؤال : ما الذي فعلناه إلى الآن في سعينا لهذا المسمى (العلم) ؟!
حتى نكون واقعيين ..
نحن فقط نـدور حول أنفسنا، (لا تقـدم مع ضياع وقت) !
وأعني بـتلك العبارة أننـا نتـأخر بالنسبة لغيرنا ويتسع فـارق السنين بيننا وبينهم !
سؤال آخر : لماذا ياترى ؟!
الجواب : لنحك قصة أولى خطوات سعينا نحو العلم .. لنحك قصة خطوة لم تكتمل وظلت تكرر نفسها لتعطي نتائج فاشلة .. إنه (التعليم)
ومثل مايقال (أساس رخو ، أسٌ مائـع) هكذا هي المعادلة دائماً.. وهكذا تجري الأمور بالعادة !
دعونا نعطي نظرة لأساساتنا في التعليم .
(الادارة التعليمية بكل مراتبها ومراكزها ، المنهج ، المعلم والطالب والأهل والمجتمع) وحتى نكون أيضاً واقعيين مرة أخرى .. لا يوجد إثنان يختلفان في صحة هذه العبارة ((الفساد الإداري ،جو معاش وتفاحة مقضومة بإستمرار)) مبالغ هائلة تدخل وتخرج .. ومع ذلك مدارس تلاشاها الزمن، نقص في تخصصات كثيرة عالمية لا تدرس هنا ، لا بل ونقص في مقاعد جامعية ، و كراس ٍ بالية، ووسائل تعليمية تقليدية جداً ظلت ولازالت هي نفسها خلال عقد كامل من الزمن بدون تغيير و الأسوأ من ذلك كله (أننا معجبون بالأمـر !).
المناهج .. لا مواكبة ، لا شيء جديد ، ولا حتى أساسيات مفصلة وكأن العلم والتطور قد توقف فجأة في العالم !
لابل حتى أن اللغة الإنجليزية لا زلنا ندرسها فقط إبتداء من الإعدادية .
أنا طالب جامعي وها أنا أتجرع الآن المر لضعف الأساسيات المأخوذة مسبقاً ، لماذا ؟
لأننا كنا نأخذ الأمور كما ولا نجازف حتى بالسؤال: كيف اُكتُـشِفَ ذلك القانون أو المعادلة ؟
نأخذ أن الزمن يقاس بالثانية لكن إن سئـلنا: عرِف المسمى ( زمـــن ) ؟
قليلٌ هم المجيبون .
مجتمع وأهل وطالب ومعلم ..
أما المجتمع فقد زرع في الأهل أن الطب والهندسة هي للأفضل دائماً [ للنخبة ] ..وعليه فإن الأهل زرعوا تلك الفكرة في أبنائهم وها نحن الآن ، نرى أكثر طلبة الثانوية تفوقاً في مجال الطب والهندسة.
سـؤال: إن كان الأفضل في الطب والهندسة ، إذن أين البقية!؟
بالطبع الجواب : في بقية الكليـات ..على سبيل المثال ،
هم يدرسون في كليات التربية التي سيغدون منها (معلمي المستقبل) ومعنى ذلك ، أن أبناءنا في المستقبل تلامذة أياديهم !
لكن إن كان المعلم أساساً ليس من النخبة وكان من الأسوأ بين الشباب .. كيف يمكن لأبناءنا القادمين أن يصبحوا من الأفضل !
بل كيف لنا أن ننتظر منهم أن يكونوا الأفضل !!
هنا هي حلقة الضيـــاع .. ولا نزال نحوم حولها ..
معلمون ضعفاء ، طلبة ناشئون ، مناهج عريقة، إدارة فاسدة والنتيجة (لا أتصور شيئاً !)
إذن ، متى ستتغير سياسة التعليم .. ؟!
متى سيترك الأهالي حرية الأختيار للأبناء!
متى سيكونون ما أرادوا لا مايريده الأهالي !
متى سنرى أن الحكومة تعامل الموظفين كلٌ بقدر جهده وأهميته !
متى سيعي مجتمعنا أن (السباك مثل الطبيب) !
وله دوره الكامل في المجتمع ، فلولاه لما كانت هناك أماكن لقضاء الحاجة في بيوتنا !
كل وظيفة ، كل عمل ، كل جهد ، كل ذلك له قيمة مؤثرة! فقط دعونا ننزع هذه الطبقية الحمقى .
فلن نجني بذلك أبداً إلا ما زرعنـــاه .
أساس رخو.. أس مائـع
أخبار متعلقة