لم تتهيأ الظروف أمام اليمنيين ولم تسنح لهم فرصة كالفرصة التاريخية التي يشهدها اليمن اليوم تلك الفرصة التأريخية سوف يكون لها الاثر والبعد الكبيرين في تطوير اليمن ونهضته وسوف تنقل اليمن واليمنيين نقلة نوعية فريدة الى الامام. ان تلك الفرصة التي امام اليمنيين تتمثل في الحوار الوطني الشامل اذ تأتي اهمية هذا الحوار من كونه سوف يجمع الفرقاء السياسيين والمتصارعين منذ زمن بعيد على طاولة واحدة وهو مالم تشهده اليمن من قبل على الاطلاق كما تأتي اهمية هذا الحوار من أنه سوف يناقش جميع القضايا والمشاكل العالقة منذ زمن وسوف يعمل جاهدا للقضا على اسبابها وبالتالي حلها حلا عادلا جذريا كما ان مخرجات هذا الحوار هي من سوف تحدد ملامح مستقبل اليمن الجديد ونحن بذلك يمكن ان نقيس اغتنام اليمنيين لهذه الفرصه التأريخية من عدمه من خلال نجاح الحوار الوطني من فشله.
فهل يدرك اليمنيون حقيقة ان الصراعات والانقسامات والخلافات والحروب لن تجنى سوى الدمار والخراب وبالتالي الجهل والتخلف والتدهور في شتى مجالات الحياة !؟ وهل يدرك اليمنيون انهم قد عانوا كثيرا من الصراعات والحروب والانقسامات وقد امدت رقعتها ووصلت الى كل مدينة وقرية وواد وسهل وجبل ولم تستثن منطقة من المناطق اليمنية الا والحقت بها اشد الضرر؟ وما الواقع المتدهور والمتخلف الذي نعيشه اليوم إلا نتيجة لتلك الصراعات والحروب فتلك هي النتيجة الطبيعية للحروب والصراعات حيث ان نتائجها وخيمة وكارثية على البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسية.
اليمن قد عانت الكثير والكثير من الصراعات والحروب والخلافات والانقسامات وقد خلفت تلك الصراعات آثاراً سلبية انعكست على حياة المواطن اليمني وامنه واستقراره وشملت آثارها السلبية كل مناحى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ولاادري اهو قدرنا نحن اليمنيين ان نظل مرتهنين لصراعات وخلافات الماضي وبالتالي نستمر في واقع يسوده الصراع والانقسام وانعدام الامن والاستقرار فما تلبث البلد ان تخرج من مصيبة الا وجاءت مصيبة اكبر منها وما تلبث البلد ان تخرج من حرب الا وجاءت حرب اشد من سابقتها وماتلبث البلد ان تتماثل للشفاء الا وعادت مرة اخرى الى العناية المركزة وهاهي اليوم تلفظ انفاسها الاخيرة وسوف تنتهي وتموت بالفعل اذا لم نعرها اي اهتمام ولم نقم بواجبنا تجاهها.
اليمنيون اليوم امام فرصة تاريخية اكثر من اي وقت مضى وتلك الفرصة لن تعوض واذا مااراد اليمنيون ان يتخلصوا من عقد الماضي وصراعاته وأحزانه وآلامه وان يتطلعوا الى المستقبل المنشود الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا ذلك المستقبل الذي ننتظره منذ زمن بعيد فما علينا الا ان ننسى الماضي ونتجاهل آلامه ونترك صراعاته جانبا ونمسح الماضي البغيض من حياتنا تماما وان نمضي سويا يدا بيد نحو الغد المشرق والمستقبل المنشود فنحن كنا ومازلنا وسنظل ابناء وطن واحد ودين واحد.
ان نتائج تدهور البلد وتخلفها سترتد علينا وعلى مستقبل اجيالنا وانعكاساته السلبية سوف تكون وبالاً علينا وسوف تشملنا جميعا ولن تستثني فردا بعينه او حزبا بذاته واذا مانعم الوطن بالامن والاستقرار والرخاء والتقدم والازدهار فان مردوده واثره الايجابي سوف يشملنا جميعا ولن يستثني فردا بعينه او حزبا بذاته فنحن جميعا في سفينة واحدة فاذا نجت نجونا جميعا واذا ماغرقت غرقنا جميعا.
ان آفاق المستقبل رحبة وواعدة بالخير وعلى اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية ان يغتنموا فرصة الحوار الوطني وان يكونوا شركاء فاعلين في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد ولن يتأتى ذلك الا بالتصالح والتسامح والمحبة وترك خلافات الماضي جانبا واذا ماعملنا على ذلك فسوف نصل وبكل تأكيد الى الغد المنشود والمستقبل المشرق الذي طالما حلمنا وتغنينا به جميعا.
فهل سيأتي اليوم الذي يتحرر فيه اليمنيون ويتخلصوا من عقد الماضي وصراعاته ؟ وهل سيعمل اليمنيون جاهدين على انجاح الحوار الوطني واغتنام هذه الفرصة التأريخية والمضي قدما نحو المستقبل وبالتالي نكون جميعا شركاء في رسم ملامح مستقبل اليمن الجديد؟ اننا جميعا مطالبون بنبذ صراعات وخلافات الماضي والتطلع نحو الغد المشرق واليمن الجديد الذي ننشده جميعا يمن الدولة المدنية الحديثة يمن العدل والمساواة يمن النظام والقانون يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية يمن الايمان والحكمة ولن يتأتى ذلك الا باغتنام الفرصة التأريخية التي امامنا وهي انجاح الحوار والوطني .
رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي
[email protected]
اليمنيون أمام فرصة تاريخية
أخبار متعلقة