شتان بين الارتهان للماضي والتطلع نحو المستقبل، ذلك ان الارتهان للماضي يقودنا دوما الى الصراعات والانقسامات والخلافات وبالتالي الى الفشل، والتطلع نحو المستقبل يقودنا حتما الى الامن والاستقرار والتنمية وبالتالي الى النجاح ورغم ما يحمله الارتهان للماضي من انعكاسات سلبية على الوطن والمواطن ومايحمله التطلع نحوالمستقبل من انعكاسات ايجابية للوطن والمواطن الا ان هناك اصراراً عجيباً لدى البعض ان يعيش الماضي بكل جراحه وآلامه واحزانه ذلك ان تفكيره مازال مرتبطاً بصراعات وخلافات وعقد الماضي القريب والبعيد وهذا هو حال اغلب اليمنيين بمختلف توجهاتهم الحزبية والقبيلة.
الا ان الكارثة والمصيبة والطامة الكبرى هنا ان من يحملون على عاتقهم مشروع الارتهان للماضي هم قادة الاحزاب والقوى السياسية اليمنية حيث ان جميع الصراعات والانقسامات والخلافات التي تعيشها البلد ناتجة عن الممارسات الخاطئة وغير المسئولة من قبل قادة الاحزاب اذ ان العقليات والاسلوب في التفكير والممارسة للعمل السياسي التي يتبعها قادة الاحزاب السياسية لاتزال مرهونة للماضي ولم يتطور اسلوبهم وتعاملهم في التعاطي مع جميع الاشكاليات والقضايا التي تمر بالبلد ذلك ان الاشخاص الذين يقودون تلك الاحزاب هم الاشخاص انفسهم الذين يقودونها منذ تأسيسها وحتى اليوم والاشكالية هنا تكمن في ان أولئك القادة بينهم صراعات وخلافات شخصية منذ زمن وقد ادخلوا البلد في اتون صراعاتهم وخلافاتهم الشخصية وهو الامر الذي يستوجب على جميع اعضاء الاحزاب السياسية القيام بثوره داخل الاحزاب لتغيير قادة احزابهم الذين عفى عليهم الزمن وعقلياتهم انتهت صلاحيتها كما ان اسلوبهم العقيم والغبي في ممارسة العمل السياسي كان له الأثر الكبير في ارتهان اليمنيين للماضي وعدم تطلعهم نحو المستقبل المشرق.
من المعيب ان يظل اليمنيون مرتهنين للماضي الذي لم نجنهم منه سوى الدمار والخراب والصراعات والانقسامات والخلافات والفقر والجهل والتخلف والانحطاط والتدهور في شتى مجالات الحياة فمعظم اليمنيون يعيشون تحت خط الفقر وحسب التقارير الدولية فان نسبة الفقر في اليمن 54.5% كما ان اليمن وحسب التقارير الدولية سجل أدنى نصيب للفرد الواحد من الناتج المحلي الإجمالي، والذي بلغ 901 دولار، وبهذا تعتبر اليمن من اشد دول العالم فقرا !! ومعظم اليمنيين يعانون الجهل والتخلف وحسب التقارير الدولية فان نسبة الجهل والامية في اليمن قد وصلت الى 50 % وبهذا تعتبر اليمن من اشد بلدان العالم تخلفا !! كما ان معظم اليمنيين يعانون البطالة وحسب التقارير الدولية فان نسبة البطالة بين الشباب قد وصلت الى 60 % وبهذا تعتبر نسبة البطالة في اليمن من اعلى النسب على مستوى العالم وهكذا فاليمن تشهد تدهوراً وتخلفاً وتردياً في شتى مجالات الحياة وكل يوم تنتقل اليمن من وضع سيئ الى اسوأ ولاادري ابعد كل هذا التدهور والتخلف والتردي والمؤشرات والنسب والارقام المهولة والمخيفة هل نعي جميعا الخطر المحدق بنا وبالوطن أم اننا ياترى سوف نظل مرتهنين للماضي البغيض وكما هي عادتنا ونتجاهل الواقع رغم خطورته !؟
ان آفاق المستقبل رحبة وواعدة بالخير وعلى اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية والقبلية عدم الارتهان للماضي البغيض وماخلفه من انقسامات وصراعات ودمار وخراب كما اننا جميعا مطالبون بنبذ ممارسات الماضي والتطلع نحو المستقبل المشرق واليمن الجديد الذي ننشده جميعا يمن الدولة المدنية الحديثة يمن العدل والمساواة يمن النظام والقانون يمن النهضة الاقتصادية والعمرانية يمن الايمان والحكمة.
رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي والبحث العلمي
[email protected]
اليمنيون بين الارتهان للماضي والتطلع نحو المستقبل
أخبار متعلقة