التوثيق التاريخي لمسيرة النضال الوطني للشعب وقواه السياسية الوطنية والمساهمات المجتمعية المنظمة في أطرها الاجتماعية التي تشمل النقابات العمالية واتحادات الطلاب والمرأة اليمنية والأندية الرياضية والشبابية .. الخ، منذ بداية القرن العشرين الماضي وحتى العام 1990م بمعنى التركيز بصورة أساسية وخاصة على الأحداث والوقائع التاريخية والأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية في كل شطر من شطري الوطن (الشمال والجنوب) سابقاً وهي الفترة السابقة لعملية إعلان قيام الوحدة اليمنية بين شطري الوطن في 22 مايو 1990م وهي فترة زمنية هامة جداً فيها الكثير من الأسرار والخفايا في حياة الشعب والوطن اليمني وما كانت عليه الأمور بكل جوانبها الإيجابية والسلبية ومآلات الوضع والتوجهات السياسية والفكرية والتكوينات القائمة الجيو سياسية والتركيب والتوزيع السكاني والأهمية التاريخية والجغرافية لمختلف المناطق ومستوى الاستثمارات السياسية والاقتصادية وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على المجتمع طبعاً مع الأخذ بعين الاعتبار التوجهات والتيارات السياسية على مختلف وتعدد انتماءاتها.
ولما لهذا التوثيق التاريخي من أهمية وطنية لتصحيح الكتابات والتوثيق الذي سبق أن قدمه البعض من هذا الطرف على حساب طرف أو أطراف أخرى، كما هو معلوم أنه نتيجة للصراعات السياسية والفكرية قد تم طمس الكثير من الوقائع والأحداث وإنكارها وأحياناً أخرى تم تشويه صياغة التاريخ فعلى سبيل المثال وليس الحصر كان هناك أحاديث عن توجهات برجوازية ورجعية وعملاء والكثير من التخوين، وهي في الأول والأخير يمكن اعتبارها وجهات نظر صاغها شخص أو طرف من أطراف معادلة سياسية كان لها دورها ووجودها على الساحة الوطنية اليمنية شمالها وجنوبها وظلت الأجيال محصورة في نطاق ثقافي وإعلامي محدود ومحصور في مساحة معلوماتية محددة تكون في خدمة مصالح القائمين على تلك المساحة.
لهذا يلاحظ وجود الكثير من الفراغات والثغرات في إطار المساحة الكبرى للأفق الوطني الكبير الذي ينبغي له أن يكون، ولهذا يجب أن يكون هناك جهد سخي ووقفات جادة مع الذات الوطنية المسؤولة للحديث عن الكثير من الأنشطة السياسية والفكرية والأحداث والوقائع النضالية التاريخية والطرح الصريح وبكل شفافية والتوضيح والتعقيب خصوصاً وأن هناك الكثير من الشخصيات الوطنية “أطال الله في عموها” كان لها دور فاعل ونشاط سياسي وفكري على أرض الواقع اليمني شماله وجنوبه يستوجب عليهم الخروج من دائرة الصمت للحديث والتسجيل للكثير مما لديهم من معطيات تاريخية واستعراض المواقف السياسية بذكر الأسباب والمسببات والإشارة إلى الأسماء بمسمياتها الصحيحة والحقيقية وتقديم الأدلة والبراهين والاستشهاد وذكر المراجع والوثائق التي يمكن العودة إليها كمرجعيات لإثبات صحة الوقائع والأحداث التي هي بصدد الحديث عنها.
أيها السادة الكرام قيادات العمل السياسي والاجتماعي وكافة المناضلين الذين كان لهم مشاركات نضالية ومن كان على أرض الوقائع والأحداث كشاهد عيان ونخص هنا أولئك الذين عاشوا الفترات الزمنية الماضية وعايشوا الرعيل الأول من الحركة الوطنية اليمنية وشاركوا في صناعة الحدث النضالي الثوري على امتداد تلك الحقبة الزمنية من أجل تسليط الأضواء عليها كونها حتى الآن فيها الكثير من المساحات المظلمة وهناك مناطق رمادية، ونحن اليوم في إطار الانفتاح والعولمة وتقنية المعلومات بحاجة أكثر من أي وقت مضى للمعلومات التاريخية المرتبطة خصوصاً بتاريخنا الوطني وقد أصبحت الفرصة متاحة للتعبير وإبداء الرأي في ظل هذه المساحات الواسعة وفضاءات الحرية المتاحة ونطالب الجميع وندعوهم للمشاركة الفاعلة الايجابية في بناء الموسوعة التاريخية لمسيرة شعب ووطن بكل مصداقية وشفافية وبالحيادية اللازم توافرها أثناء تسجيل ونقل الأحداث والوقائع كما كانت في أرض الواقع سلباً أو إيجابياً وإعطاء الأسباب والمبررات للأوصاف التي تطلق على هذا أو ذاك .. الكل عليه أن يكتب ويسجل ما يراه من وجهة نظره ويحلل ويقيم كما يريد من دون حدود أو خطوط أو حواجز.
نريد نقلاً واقعياً حقيقياً لكل ما يدور في الخواطر أذكروا لنا مكامن القوة والضعف في النشاط أثناء مرحلة النضال في التحالفات في الأفكار في التوجهات في المواقف في المعاملات والتعامل مع من حولكم من قوى سياسية وتيارات فكرية رفاق وأصدقاء، أعداء وإخوة وأشقاء، وارتباطات والدعم والمساعدات وعن أي لقاءات ومؤتمرات من أجل الوطن أو ضد الوطن.
هل يمكن؟ هل يجرؤ أحدكم؟ ويقدم صورة تاريخية صادقة لكتابة تاريخ الحركة الوطنية ونضالاتها وإنجازاتها وإخفاقاتها ليكون في مكتباتنا مراجع ووثائق وطنية حقيقية تستفاد منها الدروس والعبر لحاضر مستقبل أجيالنا وتاريخنا وثقافتنا، هل يمتلك الجرأة من لديه معلومات تاريخية وشجاعة وطنية وأدبية ويشعل نبراساً أو يضيء لنا ولو شمعة أفضل من أن نجلس في هذه الظلمة ونلعن الظلام..أنتم الحاضرين معنا اليوم نتطلع إليكم وكلنا ثقة بقدراتكم وبما تملكون من خبرات متراكمة وكنوز تاريخية ثمينة ستقدم إضافات جديدة للمكتبة للتاريخ للوطن أعمال تندرج في إطار الإرث التاريخي والثقافة الوطنية اليمنية التي هي زاد للوعي الثقافي المجتمعي لهذا نقول لكم لا تبخلوا علينا وعلى الأجيال القادمة والتاريخ بشيء كان لكم دور في صناعته أو أنكم صناعه والتوثيق التاريخي فيه حفظ للتراث النضالي السياسي والفكري والثقافي للشعب والوطن .. الآمال كبيرة .. والجميع في انتظار الساعة. والله ولي الهداية والتوفيق.
التوثيق التاريخي تراث وطني
أخبار متعلقة