قامت ثورة 26 سبتمبر عام 1962م في شمال اليمن لتغير الحكم الفردي الاستبدادي الكنهوتي الرجعي إلى حكم جمهوري شوروي، يخرج شمال اليمن من الظلمات إلى النور، وكان هذا أحد أهداف الثورة الأساسية.
وجاءت بعدها ثورة 14أكتوبر من عام 1964م في جنوب اليمن، بعد أن سبقتها انتفاضات عمالية رياضية طلابية ومنها الكفاح المسلح وذلك ليغير النظام الاستعماري السلطوي إلى حكم استقلالي شعبي وبصرف النظر عما حدث للثوار والمخلصين والطبقة المثقفة من قتل وسحل وتنكيل وسجن ونفي بصورة غير مباشرة من عناصر أخذت من مقولة «نابليون» قائد الثورة الفرنسية «الثورة يخطط لها المفكرون وينفذها الشجعان وينقض عليها الانتهازيون» وهذا ما حدث لثورة 14أكتوبر أما قادة ثورة 26 سبتمبر فقد ذابوا ذوبان الملح بالماء.
وجاءت «الوحدة» وتعشم الشعب اليمني جنوبه وشماله خيراً، وكان تعشمه «كتعشم الغراب من أمه» .. ظهرت الأفاعي والعقارب والنسور التي تأكل الجيف والضباع بوجوه مقنعة وأشكال مختلفة .. تأكل الأخضر واليابس، الزرع والضرع وتلتهم الأراضي بالكيلومترات وتقسم أرض اليمن إلى أقسام وتسميات .. سموها كيفما شاءوا(سارق بيده مشعل) .. وجاءت الثورة الشبابية مؤخراً في (فبراير 2011م)، وقد تعشم الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه خيراً مطالبين بالتغيير .. إلا أن الجميع تفاجأ بها وتساءل هل الثورة لتغيير الوجوه فحسب أم لتغيير مسار الدولة كلياً .. للأسف لم تكن الثورة واضحة المعالم والأهداف والمبادئ .. حتى استطاعت الأفاعي والعقارب والنسور وغيرها الالتفاف عليها وأخذ زمام المبادرة وظهروا بمظهر الحمائم والثوار لا لحماية المبادئ السامية النبيلة بل ليمحوا الممتلكات التي سطوا عليها من قبل .. وسارعوا إلى عقود البيع والشراء قبل أن تفلت من أيديهم.
مساكين شباب الثورة .. ومسكينة أيتها الأم والزوجة والابنة والطفل الذين فقدوا أبناءهم ومن كان يعولهم ولو بلقمة الخبز، هذا إلى جانب ما حدث من خراب ودمار متعمد.. حتى أصبحوا يتحسسون أين لقمة الخبز بالظلام .. عاد الجميع إلى بيته (بخفي حنين) (ديمة وخلفنا بابها).
وقالت الضفدع قولاً
وفسرته الحكماء
فهل ينطق من
في فيه ماء (أي بحلقه ماء)
لا تشكيل لجان ولا مراقبة لما يجري .. ولا انتزاع من هم على الأبراج العاجية والنزول بهم إلى المستشفيات والعيادات متسائلين أين العلاج المجاني للشعب أين الأدوية حتى التي كانت تصرف لذوي الأمراض المزمنة بالمجان « أين اختفت؟ بالصيدليات تباع أدوية الشعب دون أن يكتب عليها «وزارة الصحة .. بالمجان» أين مدراء البلديات من القمامة؟ حتى المستشفيات لم تسلم من القمامات متى ما ذهبت خلف مستشفى «الجمهورية» لوجدت القمامة توازي الطابق الأول منه وكذا الحواري والشوارع زحمة المرور بدون شرطة المرور والمضحك أن مجنوناً بشارع هائل أمام معامل أيلول للتصوير هو من ينظم سير المرور وكأنه ضابط شرطة .. والطرقات محفرة والكثير الكثير من البلاوي.
أما السياحة فهي غائبة تماماً وكأنهم في سياحة «عطلة صيفية خارج الدولة» لا منتزهات ولا استراحات نظيفة تليق بالزوار والسياح بحماماتها لقضاء حوائج أطفالهم وعائلاتهم.
والعجيب أنك كلما ناقشت أحداً من الشباب والمسؤولين في الوزارات في التلفزيونات والمقابلات جوابهم واحد (إن شاء الله) وأحلام سرابية (كل يوم باكر من سفر الدناكل) كمن يكتب على باب دكانه «النقد اليوم والكلع الباكر».
يا شباب الوطن«فتياناً وفتيات» عودوا إلى رشدكم وشكلوا اللجان التطوعية وواصلوا مسيرتكم الإشرافية والرقابية والمتابعة بدلاً من الجلوس في مجالس القات والتنظير الذي لا يجدي نفعاً .. البلد والشعب الغلبان بحاجة لكم لتأخذوا حقه وتستردوا له من حقوقه وتشبعوا بطنه وتكسوا عريه وتحموه من البرد من خلال توفير المسكن له.
والسلام والتحية للثورة الحقيقية.
الشباب .. والمهام المطلوبة
أخبار متعلقة