انتظر اليمنيون 22 مايو، فرحة تجترح جدار ألم وحزن ومعاناة ذاقوا مرارتها أكثر من عام، نعم لقد بات اليمنيون يتلهفون لأي لحظة يستطيعون أن يبتسموا فيها. لكن الأيادي القذرة والنفوس الهابطة مجردة من أي قيمة تمتّ للأديان، والإنسانية أو حتى أخلاقيات الغاب، بصلة.
صباح يوم 21مايو أفاق اليمنيون على خبر وقعه كالصاعقة، يقول بإختصار أن أيادي وسخة قتلت اليمنيين جميعاً، شيوخاً وشباباً وأطفالاً، رجالاً ونساءً.
دماء عشرات الجنود، التي أريقت بإرهاب غادر في ميدان السبعين بصنعاء، هي دماء كل اليمنيين، دون استثناء. ومن حق كل يمني أن يطالب بدم الشهداء الأبرياء الطاهر.
ولا أظن أن اليمنيين ستغمض لهم عين، أو يجف لهم دمع قبل أن يروا الجناة على شاشات الفضائيات يحاكمون، ويقتص منهم أمام الله والعالم.
تمنيت لو أني أستطيع أن أدخل عقل وقلب هذا المجرم لعلّي أستوعب كيف يمكن لإنسان من أي دين وأي عرق، أن يقتل بكل تلك الوحشية أناساً لاذنب لهم إلا أنهم يؤدون واجبهم، أفضل منا جميعاً، يسهرون كي نهنأ نحن بشخيرنا، ولا يعرفون للراحة سبيلاً لنقعد نحن وراء المكاتب نثرثر، ويقدمون دماءهم دون فواتير مرفقة، لكي يؤمنوا سلامتنا في منازلنا وشوارعنا وأسواقنا وأعمالنا، في قرانا ومدننا يبقون في مواقع عملهم في الأعياد والمناسبات لنسعد نحن بأوقات الإجازات بين أهالينا وأطفالنا. حتى عندما يتصارع سياسيونا ووجهاؤنا، تكون دماؤهم الضحية السهلة.
لأهل تيجان رؤوسنا، وقرة أعيننا، لأهل الجنود الأبطال في الأمن والجيش نقول، ليسوا أهلكم فقط، إنهم أهلنا كلنا، وآن لنا اليوم أن نعيد لهم بعضاً مما أعطونا، وسنظل مقصرين عاجزين عن إيفائهم بعض حقوقهم علينا.
كل الفعاليات الوطنية راهناً مطالبة، بأن تقف صفاً واحداً أمام الإرهاب، وأن تشكل ضغطاً على كافة المستويات وعلى كل السلطات لنرى تحقيقات معلنة ومحاكمات معلنة لمن نفذوا وخططوا ومولوا ودفعوا لارتكاب هذا العمل الإجرامي.
أما خبر قناة الجزيرة “تسعون قتيلاً في تفجير استهدف مقراً أمنياً بصنعاء” فوالله لم أستطع التعليق عليه، وحاولت الاستعانة بزملاء فعجزوا هم كذلك لأنه خيل إلينا أن طاقم الجزيرة في صنعاء، يقيمون في منهاتن، وليس هنا، في بلدهم.
بأي ذنب قتلوا؟!
أخبار متعلقة