ونحن نعاني ما نعاني من اجتياح تسونامي (طفي لصي) حول بيوتنا في عدن إلى أفران تشوي جلودنا .. وتخمد أنفاسنا انقطاعات الكهرباء طوال الليل والنهار .. وتغرقنا في مرق عرقنا الساخن .. فلا نكاد نستفيق من نومنا على السرير حتى نغط في غيبوبة موت سريري جديد!
أقول ونحن على هذا الحال السيئ المرير .. نفاجأ بتسونامي آخر جديد .. ليس رهيباً فقط بل هو رهيب بلا حدود .. تخبرنا به صحيفتنا (14أكتوبر) .. العدنية .. الرصينة .. الصادرة يوم الأحد الموافق 1 / 7 / 2012م .. في صفحة الحوادث .. حادثة هي أم الحوادث .. ومصيبة هي أم المصائب .. وكارثة أخلاقية هي أم الكوارث ..تحكيها لنا الزميلة الأخت القديرة ياسمين أحمد علي بعنوان (ثلاثة ذئاب يغتصبون فتاة كانت في طريقها لأداء واجبها التربوي).
الفتاة وهي تعمل مدرسة في إحدى المدارس .. تقف كل صباح باكر عند موقف باصات في الشارع الرئيسي في منطقة المعلى .. في ذلك الصباح صعدت كعادتها الباص الصغير (الدباب) .. بعد مسافة قصيرة تهبط منه المرأة الوحيدة وتبقى الفتاة هي والسائق وراكب إلى جواره وآخر خلفها .. بعد أن قطع الباص مسافة أخرى قصيرة داخل المنطقة نفسها وفي منعطف يبدو أنه كان خالياً من المارة يقوم الراكب خلف الفتاة بنزع النقاب من على وجهها ويطبق بكلتا يديه على وجهها بكمامة يبدو أن بها مخدراً أفقدها الوعي على الفور كما تقول الفتاة في التحقيق ولم تعد تشعر بشيء .. ولم تصح إلا بعد أن أنتهى كل شيء .. وتجد نفسها مجردة من ملابسها .. تتوسل إليهم .. الذئاب الثلاثة .. السائق والراكبين اللذين كانا معه .. تتوسل إليهم أن يعطوها ملابسها وعباءتها .. وهم يهددونها بوضع سكين على رقبتها .. ويلقون بها أخيراً على الأرض خارج الباص هي وملابسها وعباءتها .. ولتجد نفسها ملقية على رمال كثيفة في مكان قفر .. ولتكتشف بعد ذلك أنها في منطقة العلم على حدود مدينة عدن!
القضية الآن بيد الشرطة والنيابة العامة .. بعد أن تم القبض على سائق الباص الذي دلت عليه الفتاة .. ورغم ذلك لم يتم القبض على الراكبين اللذين كانا معه!! .. وكما يبدو أن القضية تعالج بفتور واضح .. رغم فظاعة الحدث غير المسبوق في تاريخ مدينة عدن .. فالقضية لا تلقى الاستنفار الأمني والقانوني اللازمين لمثل هكذا حدث .. حيث الاتكاء على حجج وإشارات واهية أضعف من أن يستند عليها في حدث شنيع كهذا .. إلا أن الأمر برمته يبدو أنه يأتي متمشياً ومنسجماً وبالتناغم مع حالة الانفلات العام الذي تعيشه عدن اليوم!!
إن ما يحدث في عدن اليوم ليس ببعيد عما كان يحدث في قاهرة المعز في مصر .. قبل أشهر قليلة مما عرف بالربيع العربي .. شباب يتحرشون بالنساء في شوارع القاهرة .. يمزقون ملابسهن .. ومحاولة الاعتداء عليهن جنسياً على قارعة الطريق .. وحادثة الرجل المعروفة الذي قام بطرح امرأة على الأرض كانت تهم بصعود الباص والارتماء فوقها بقصد ارتكاب الفاحشة لولا إنقاذ الناس لها من براثن ذلك الوحش الآدمي، بل هناك حوادث اقتحام بيوت والاعتداء جنسياً على النساء داخل بيوتهن..مما جعل اصواتاً ترتفع تتطالب بسن قانون يقضي بالحكم بالاعدام لمرتكب جريمة الاغتصاب الجنسي!
أيها الناس .. انتبهوا .. إنها مسؤوليتنا جميعاً .. أن نحمي مدينتنا عدن .. أن نحمي أنفسنا .. نحمي أبناءنا وأهلنا في عدن .. و .. وكفى!!
تسونامي آخر يوشك أن يجتاح مدينة عدن
أخبار متعلقة