“لا تسقني ماء الحياة بذلة
*** بل اسقني بالعز كأس الحنظل”
عنترة بن شداد
* ننعى لعدن ابنها البار، ورجلها الهمام، ننعى لآل باشراحيل علمهم الأشم/ علمنا الأستاذ/ هشام محمد علي باشراحيل الذي وافاه الأجل في الغربة، في المانيا في صبيحة السبت 16/ 6/ السابعة والنصف، ننعى لكل مثقفي الوطن وعدن خاصة والساسة وصناع الرأي هذا المصاب الجلل.. ونسلم الأمر لله الذي استرد أمانته فقد كان المرحوم الأستاذ هشام دائماً يردد أنا مؤمن بقضاء الله ولا قيمة للبشر إن هم تجاوزوا الخالق في سرهم وعلنهم.
مات رجل الكلمة وصاحب الابتسامة العريضة مات أبو باشا ومن لنا من بعده في جلسته المميزة في منتدى “الأيام” الذي كنا نكتحل برؤيته حال دخولنا المنتدى فيكون أول واحد على اليمين يستقبلنا بابتسامته المعهودة.. من لنا بعدك أبو باشا وهاني ومحمد، فحتى الرحيل كان بعيداً عنا، وكنا ننتظر عودتك سالماً معافى، من لنا بهشام يجود به الزمان ليقف برجولة وشجاعة ويصمد ويدفع الثمن، وحياته كانت هي الثمن الأكبر والأغلى.
* عاش بطلاً ومات بطلاً.. وتقزم الخونة وتجار الموت.. هووا إلى سحيق الحفر المنتنة هووا إلى القعر، وأنت كنت أبوباشا الأعلى والأسمى، سجنوك ليهدوك، ويفتوا عضدك.. لكنك لم تلن لهم، ربما الأمراض هي التي تضاعفت لتجعلك فريسة لها، ولكنك كنت الصلب المقاوم الذي لا تهده الأعاصير والأنواء.. ذهبت شهيداً لمواقفك مع الكل، لقد احتسبناك شهيداً عند الله لأن موتك كان في دار غربة، وفي رحلة علاج، نعم أنت الشهيد والشاهد على ما جرى، ويوم نلقاك ستكون الفرحة لنقبل يديك ونلثم جبينك، مثلما كنا نفعلها.
افتقدناك أيها الغالي، وكان نبأ وفاتك كالصاعقة.. اختلت موازين حياتنا هرولنا سريعاً لدار الأسرة لنجد الصمت الرهيب والقلوب في وجيبها تعلو وتخفت، والدموع في المآقي.. ياه ابا باشا الحبيب، تغادرنا وكنا على أمل العودة المحمودة..إنها إرادة الله سبحانه، وقد أرانا في العدوين ما هو أبلغ، لقد تهاوت عروش الطغاة واحترقوا وتشوهوا، وكنت شاهداً حياً على ذلك، ولم يهدك تدمير الدار أو الصحيفة أو السجن لقد كنت مؤمناً بالله سبحانه،وهم كان فيهم كلام الله صادقاً عندما قال: (ومن أساء فعليها..) وكنت الأكبر وتتحمل الأمراض والويلات لكنك كنت تبتسم بقناعة ورضا وأمان، موقناً أن الله لن يخذلك، وسيريك فيهم يوماً أسود.. وها قد استرحت بعدها.. وهم في غيهم يعمهون ولا نامت أعين الجبناء.
* أبو باشا.. في الحلق غصة وفي القلب رجفة وألم..والعبارات تتبعثر ولا يقوى الفكر على لملمتها.. فاعذرني على الهذيان.. لأنه من قلب محب وإنسان مكلوم..ويعلم الله مبلغ صدمتنا وألمنا لكن العزاء في الشقيق الكريم الأستاذ/ تمام باشراحيل والأبناء النجباء باشا ـ هاني ـ محمد لتحمل لواء المسيرة ومواصلتها تخليداً لكم ولوالدكم المرحوم المؤسس و العميد محمد علي باشراحيل رحمة الله عليه وعليكم.. آمين يا رب العالمين.
وصدق الشاعر القائل:
ذهب الذين أحبهم
*** وبقيت مثل السيف فردا.
إلى شهيد الإعلام.. الحبيب هشام
أخبار متعلقة