تختلف الوظائف والمهام من موقع إلى آخر من حيث العلاقة بين المسؤول الكادر أو القيادي كما نسميه نحن ونوع المهام أو المهمة وتحمل المسؤولية الموكلة إليه وأسلوب تنفيذها.. لأن المهام الوظيفية أنواع لا يتطلب التعامل معها من مواقف مشاعر المسؤولية الوظيفية البحتة وبذل الجهد المطلوب لتنفيذ جوانب المهمة الموكلة كافة لإتمام الواجب وكفى، فذلك تغلب عليه الصيغة والحركة الآلية ولا يدخل مطلقاً في المزاج الشخصي للموظف المسؤول فهو في أحسن الأحوال يمتلك روح المسؤولية في أداء واجبه وتجهيز كل الممكنات التي تحت إمرته في تنفيذ تلك المهمة أو الأعمال التي يكلف بها أو حددت مسؤولية تأديتها وتنفيذها ومتابعتها إليه وفق لوائح وأنظمة وقوانين شكلت تقاليد ثابتة أو استجدت استجابة لتطورات جديدة.
ولكن يبقى جوهر التعامل والأداء في وضع وأسلوب آلي بعيداً عن المزاج الشخصي لكل العناصر البشرية المشتركة في الالتزام بها، والتعامل معها قد يتعلق حسياً أو نفسياً بشكل عام في العمل من قبل العاملين المنفذين من أرضية تجنب التعرض للمســـاءلة الإدارية..الخ.
ولكن بعض الوظائف أو المهام تحتاج إلى عنصر العشق والتعلق الوجداني في جوهر العلاقة بين المسؤول وبقية الموظفين والمهمة الموكلة إليهم وعلى سبيل المثال نظافة العاصمة والمحافظات ومتابعة مجمل الخدمات مثل الكهرباء وغيرها.
إن نظافة العاصمة والمحافظات بشكل عام لا ترتبط فقط بروح المسؤولية أو تقتصر على تحديد المهام المطلوب القيام بها أو إنجازها في فترة محددة الخ، وإنما هذه المهمة لها علاقة أساسية بعشق (المحافظ) نفسه لمحافظته والتزامه بكل ما يضفي عليها النظافة والنظام والتناسق مما يجعلها في أجمل حلتها وزينتها ويتباهى بها.
إنها مهمة أساسها الحب والنقاء في صدق العاطفة بحيث يرى في كل ما ينغص حياة المواطنين تشوهاً في علاقته كمسؤول ومتواجد بمحافظته التي هي تعكس دقة نظافته وتناسقه وعشقه للجمال والنظافة وتجسد حبه لمدينته ومنطقته فيما تظهر به وتقدم نفسها تلك المحافظة (عدن).
إننا نريد أن تكون العلاقة الوجدانية عنصراً هاماً بين كل محافظ ومحافظته ويتحول إلى فنان حقيقي ينقش التناسق والنظام والنظافة وأزكى الروائح في جوانب المحافظة ويجعلها تليق بوعيه الحضاري.
وتبقى عدن العاصمة التجارية الأقرب إلى مركز الأهمية في ضرورة الإسراع بإزالة آثار الأتربة المتراكمة وإعداد المجاري الخاصة بتصريف المياه بأسرع وقت ممكن لأنها هي العاصمة التي تستقبل ضيوفنا من كل مكان.
مشاعر المسؤولية الوظيفية
أخبار متعلقة