-لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار تعقد منذ أسابيع اجتماعات دورية، وأحيانا يومية لبحث التحدي الكبير الذي تواجهه، منذ بداية هذا العام.. فإلى اليوم لم تتمكن من فتح طريق مأرب- صنعاء ولا إجلاء مليشيات حزب الإصلاح المعسكرة في أرحب وعلى مقربة من مطار صنعاء، ولم تتمكن من إخلاء الحصبة وصوفان والحي الليبي من المجاميع القبلية المسلحة التابعة لشيوخ الأحمر ومليشيات الفرقة الأولى.. هذه البؤر العصية صارت في مركز اهتمامات اللجنة، وقد كثفت اللجنة اجتماعاتها بهذا الخصوص خلال الفترة الأخيرة التي كان فيها مبعوث أمين عام الأمم المتحدة موجودا في صنعاء الذي قيل إنه لم يلحظ أي تغيير في هذه البؤر ولذلك ذهب إلى نيويورك “زعلان”.. واللجنة العسكرية من جانبها تحاول مساعدة الأطراف المتحكمين بتلك البؤر من خلال إقناعهم بإزالة تلك المجاميع والمليشيات المسلحة، والإذعان لقرار إنشاء اللجنة الذي حدد اختصاصها وصلاحياتها، وكذلك الإذعان لمبادئ المبادرة الخليجية ونصوص آليتها التنفيذية، وذلك حتى يتجنبوا أي إجراءات دولية سوف تطالهم إذا استمروا في إعاقة التسوية السياسية.
- اللجنة شكلت لجاناً للنزول الميداني إلى أرحب والحصبة وصوفان والليبي، ولكن تلك اللجان أخفقت في أداء مهامها، وشكلت لجان أخرى وكانت النتيجة نفسها، وبالأمس قررت اللجنة النزول بنفسها إلى تلك الأحياء بدلاً عن اللجان الفرعية، وقالت إن نزولها الميداني إلى أحياء الحصبة وصوفان والليبي سيكون اليوم أو غداً،ولا نعتقد أن النتيجة سوف تختلف لان تلك الأطراف تدعي أنها غير معنية بالمبادرة وآليتها.. ومحنة اللجنة العسكرية تكمن في أنها تداري وتماري ولا تريد إثارة غضب تلك الأطراف، وفي الوقت نفسه تحاول مساعدتهم بينما لا يرغبون في ذلك.. وكان يتعين عليها مغادرة هذه الورطة من خلال اطلاع الرأي العام المحلي والدولي على ما بذلته في هذا الجانب وكشف العراقيل التي أحبطت جهودها، وان تترك القرار بهذا الشأن لرعاة التسوية، ما دمنا قد قبلنا برعايتهم..ولا شك في أن رعاة التسوية على اطلاع كامل حول تصرفات معرقلي التسوية، ولكنهم ينتظرون الجهات المعنية اليمنية وفي مقدمتها اللجنة العسكرية لكي تحدد موقفها أولاً.
- يتعين على اللجنة أن تبادر إلى إعلان هذا الموقف الذي تتطلبه المصلحة الوطنية..وأن تعمل وتدع الرعاة يعملون معها على قطع الطريق على المحاولات الرامية إلى تفجير الأوضاع العسكرية من جديد.. ألا تلاحظ اللجنة الأمنية أن هناك من يحاول إحداث فصل تام ونهائي بين جيش الدولة وجيش المنشقين، الذي كان يسمى “هيئة أنصار الثورة” والآن خلعوا عليه وصف “الجيش الحر” ووراء ذلك تدابير لمحاكاة المأساة السورية. بعد أن صار كثير من الأطراف الدولية تعتبر أسلوب حل الأزمة اليمنية هو الأسلوب الذي تحل به المأساة السورية.. فقبل أشهر كنا نعتقد أن الانشقاق العسكري صار أميل إلى السلم، وها هم اليوم يرتبون لعكس ذلك.. للجيش الحر.. ماذا يعني ذلك؟.
العسكرية في محنة
أخبار متعلقة