يصعب علي أن أجد المفردات والكلمات في هذه اللحظات التاريخية الاستثنائية النادرة للتعبير بها عن الانتصار الساحق والعظيم الذي تحقق بالأمس في لودر الأبية على الغزاة المعتدين من العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة الذين منيوا بالهزيمة النكراء على أيدي صناع المجد والفداء أبناء لودر البطلة من اللجان الشعبية وأبناء القبائل و الجيش الذين التحموا في معركة الكرامة والمصير وكان النصر حليفهم في يوم الخميس 17 من مايو الجاري بسقوط بعبع الإرهاب الذي كسرت شوكته وإلى الأبد وفي مشهد لا يتكرر ولاذت جحافل الإرهاب بالفرار كالقطط المذعورة تاركة قتلاها في المواقع التي كانت تتحصن فيها لضرب مدينة لودر .
وبهذا النصر الكبير استحقت لودر أرضاً وإنسانا دخول التاريخ من أوسع أبوابه المشرقة وصناع هذا الانتصار جديرون بالحب والفخر والتقدير والاعتزاز ولهم منا كل التحية وتعظيم سلام وأجد نفسي كما قلت شبه عاجز عن إعطائهم حقهم من الإنصاف فقد قدموا المئات من الشهداء والجرحى الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والعرض وهم وحدهم من أعادوا الاعتبار لأبين ويرفعون الرأس .
الثابت أنه وبفضل الانتصار المؤزر الذي حققه أبناء لودر والجيش على مسلحي القاعدة فإن انتصار أبين على هذه الجماعات الدموية التي عاثت بالمحافظة قد بات وشيكاً حيث صارت تتلقى الضربات الموجعة في زنجبار وجعار وشقرة وباتيس والمخزن ويتوقع المراقبون لمجريات القتال سقوط (القاعدة) في غضون أيام قلائل وتطهير كل مدن ومناطق أبين من شرورها حيث يسطر مقاتلو الوحدات العسكرية من زنجبار إلى جعار بطولات على الأرض وهناك تقدم للجيش على مدينة جعار المعقل الرئيسي للمسلحين وبالمقابل تحرك المواطنون من باتيس ويافع وجعار لوضع نقاط وتشكيل لجان شعبية لمواجهة الإرهابيين الذين يحاولون الهرب باتجاه مناطق يافع .
وأول ملحمة كانت بالأمس في باتيس حيث نصب المواطنون كميناً للمسلحين وحدثت مواجهات مسلحة عنيفة خلفت عدداً من القتلى والجرحى من الجانبين.
و رغم الحماس والاستعداد لدى المواطنين والشباب في المناطق ذاتها إلا أنهم بحاجة إلى دعم ومساندة الدولة ومدهم بالإمكانيات المادية والسلاح والذخائر كون مواقفهم المشرفة يقومون بها من ذاتهم وبأسلحتهم الشخصية الخفيفة ويعانون من نقص الذخائر والمؤن الغذائية وعلى المحافظ ووزير الدفاع والقيادة العسكرية التعجيل بالدعم بكل الوسائل لكي تكتمل المساندة الشعبية والعسكرية مثلما نجحت خطة انتصار لودر. ولعل عملية الأمس في باتيس هي رسالة سريعة للقيادة صاحبة القرار.
بقي توجيه التحية لمحافظ أبين جمال العاقل الذي كان وجوده في ميدان المعركة في لودر العامل الأهم للصمود والانتصار.. والتحية للواء محمد راجح لبوزة نائب رئيس الأركان العامة الذي كلف بقيادة العملية العسكرية في لودر ويحسب لهما رفع عزيمة المقاتلين المدنيين والعسكريين ويتذكر الجميع اللواء محمد لبوزة وهو نجل أول شهيد لثورة 14 أكتوبر ومثلما دخل والده التاريخ ها هو يدخل التاريخ بدوره في الانتصار العظيم على الإرهابيين في لودر.
أبين مقبرة الإرهابيين الغزاة
أخبار متعلقة