> محمد الحضرميوصف الرحالة الألماني هانز هولفريتز المكلا بالمدينة البيضاء التي تأسر القلوب وهي بالفعل كذلك فالمدينة التي يعود تاريخها الى القرن السادس الهجري وتحديداً أحياءها القديمة حي الصيادين ( الحارة ) وحي الشهيد خالد ( البلاد ) وحي السلام ( برع السدة) المتميزة بنوافذها المستطيلة النادرة الانيقة بعمارتها الناصعة البياض الضاربة في التاريخ ومن اهم ما يميز هذه البيوت التاريخية تلاصقها مما يعكس طيبة اهلها ونقاء قلوبهم كلون مدينتهم فهي المدينة التي تعانق البحر والجبل في تفرد جميل وهبة من الله فهي تطل على بحر العرب والمحيط الهندي.هذا الجمال دفع الشعراء والادباء الى التغزل بها ووصفها ولعل اجمل ما قيل فيها «عروس تغسل قدميها في الماء» نعم انها مدينة البحر والجبل انها حاضرة محافظه حضرموت التي قال فيها شاعرنا الكبير المحضار ((لا تعذبني وإلا سرت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف)). وخلال السنوات القليلة الماضية زادت وتيرة العبث بهذا الفن المعماري الاصيل في غياب تام للسلطة المحلية ومكتب الثقافة والسياحة ومكتب البلدية حيث تم تهديم العشرات من المباني بأحياء المكلا القديمة لتقوم على انقاضها كتل اسمنتية فاقدة الروح غريبة الشكل بالية اللون وكأنها اشباح قامت على انقاض ارواح طيبة في طمس وتشويه لتاريخ الاجداد وجمال وروعة المكان الذي اصبح مزاراً للسياح المهتمين بفن العمارة يأتون اليه من مشارق الارض ومغاربها ويدر على الخزينة العامة مئات الآلاف من العملة الصعبة وينعش اقتصاد المدينة .
المكلا المدينة البيضاء تجرد من تاريخها
أخبار متعلقة