صباح الخير
المعنى اللغوي للاصطفاف هو الانتظام والاستواء والتكتل والتجمع والتوجه في صف له هدف معين ووجهة محددة ومعناه أيضاً عدم التفرق وعدم التشتت وعدم الفوضى والارتباك والعشوائية والارتجالية2. عرفنا المعنى اللغوي للاصطفاف بقي أن نعرف المغزى والهدف الذي جعل رئيس البلاد حفظه الله يدعو جميع الأطراف إلى الاصطفاف الوطني لأنه استشعر الخطر بحكم مسؤوليته على استقرار وأمن البلاد وعلى تهيئة وحشد وتعبئة الجماهير للاصطفاف وراء مشروع كل اليمنيين وأملهم في أنتقال بلدهم إلى دولة عصرية وحديثة دولة تقوم على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان وتأتي أهمية دعوة الأخ الرئيس للاصطفاف نتيجة ظهور مشاريع صغيرة تريد تمزيق الأمن وعرقلة مسيرته للانتقال السلمي إلى المستقبل من خلال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل. وتأتي دعوة الاصطفاف هنا لتقطع الطريق على تلك المشاريع الصغيرة التآمرية والتي تهدف إلى إبقاء اليمن في وضع مزر يكابد ويعاني من الفقر والمرض والتخلف والحاجة إلى الآخرين وإلى معوناتهم ومساعداتهم فتأتي دعوة الاصطفاف لتحبط تلك المشاريع الأنانية والضيقة بل وتقف أهدافها ومراميها الخبيثة والمدمرة للوطن والمواطن والمصلحة العليا للوطن وتؤثر على سمعته وسيادته وأمنه واستقراره والأروع والأجمل أن هبت جماهير الشعب اليمني في شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غريه ملبية دعوة الأخ الرئيس وأرسلت رسالة مفادها أننا مع دعوتكم يا رئيسنا وسنقف صفا من ورائك فسر بنا إلى حيث تصل بنا سفينة الوطن التي تقودها وأنت ربانها وقبطانها الحكيم وسنكون لك يداً من حديد في وجه من يعرقل آمال وطموحات آمالنا ونبعث إليه رسالة بأن من يعبث بأمن الوطن واستقراه أو يعمل على تأخير مسيرة الانتقال إلى دولة حديثة فإن الشعب اليمني بكامله سيقف له بالمرصاد أن الهدف من الاصطفاف أن يتحمل الجميع المسؤولية مع الأخ الرئيس لأنه وطن الجميع واليد الواحدة لا تصفق وعملية الاصطفاف نفسها فيها روح القوة وتماسك النسيج الوطني وكأن المجتمع ككل يشبه الجسد الواحد الذي يشد بعضه بعضاً وإذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وهذا هو المغزى من وراء الدعوة للاصطفاف .إن دعوة الاصطفاف دعوة حكيمة وتتطابق مع مبادئ الدين القويم الذي يدعو الناس إلى التعاون والتكافل والتعاضد والوحدة قال عز وجل ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وأمر الناس بأن لا يتنازعوا أو يختلفوا حتى لا تذهب ريحهم أو يهلكوا ويتمزقوا ويتفرقوا ويتحولوا إلى أعداء بعد أن كانوا إخوة يعيشون في بلد واحد وتجمعهم قواسم مشتركة كثيرة وعديدة تحول دون اختلافهم وتنازعهم أو صراع بعضهم مع البعض الآخر.إن دعوة الاصطفاف هي دعوة من أجل المستقبل مستقبل الأجيال الصاعدة حتى لا يعيشون كما عاش آباؤهم وأجدادهم في كد ونكد وبؤس وحروب وفقر ومرض وتخلف واضطهاد حتى من أقرب الناس إليهم مصدقاً لقول الشاعر:وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من ضرب الحسام المهند