دائماً يكون هناك ثمن لكل شيء وثمن الطلاق للأسف يدفع ضريبته الأبناء فلذات أكبادنا وياله من ثمن باهظ يتحمله من لم يملك سوى الضحكة البريئة ومشاعر أكثر براءة لقد بات الطلاق كشبح يهدد حياة الأسرة في جميع المجتمعات العربية فمن المسؤول عن دموع ملايين الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم فيما يحصدونه ولم يزرعوه بالأمس تعالوا معي أعزائي القراء للتعرف ما يحدث في بيوت اغلب الأسر في المجتمعات العربية وعلى وجه الخصوص في مجتمعنا اليمني.من خلال زيارتي القصيرة لصديقاتي اللاتي كنا معا مند الصغر إلى حين تخرجنا من الجامعة وحصلنا على شهادة البكلاريوس فبعض الصديقات تزوجن والبعض الآخر لا يزلن في قيد العازبات فإحدى صديقاتي تروي لي قصتها مع زوجها وما تتلقى منه من ضرب واهانات وذلك يحدث يومياً وعلى مسامع أطفالها الصغار وابنتها الكبرى التي ترى أمها تهان وتضرب من أبيها لأتفه الأسباب وفي الأخير بعث لها ورقة الطلاق. كما حدثتني صديقتي الأخرى التي تزوجت بعد تخرجها من الجامعة ولم تلتحق بمجال العمل قائلة : تزوجت وعندي ولد وبنت واستمر زواجي ممن أحببته وتزوجته ( 12) عاماً ثم تطلقت منه ولم يزر أبناءه بل يرسل لهم كل شهر مبلغاً ضئيلاً لا يكفي حتى تكاليف الأكل وأنا لا اعمل لأني تخرجت من الجامعة وتزوجت مباشرة. أعزائي القراء عند لقائي بهاتين الصديقتين الحميمتين اللتين انقطعت عنهما فترة طويلة وما سردتاه لي عن عذاب أولادهما من وراء هذه المشاكل التي تجعل الأبناء يدفعون الثمن تمرد الآباء وترك أبنائهم يحصدون ما يزرعه هؤلاء الآباء الذين لا يردعون الله في ضمائرهم ويجعلون ثورة الغضب تسيطر عليهم ويطلقون كلمة الطلاق وهم لا يدركون ما سيجلبون لأبنائهم من هذا التصرف الطائش الذي نراه بأم أعيننا في بعض الآباء الذين هم ليسوا في مرحلة الشباب بل أباء لهم تجارب في الحياة ولكنهم تناسوا كل الأيام الحلوة التي عاشوها كزوجين متحابين وفي لحظة غضب تم فسخ الزواج بتلك الكلمة البسيطة « الطلاق « التي تحمل كل معنى التعاسة لأبنائهم والتي جلبت لهم الآلام وتركت اثراً على سلوكهم ورمتهم في هواية الفشل في دراستهم وهم في الأخير من يدفع الثمن أيها الآباء.
|
ومجتمع
من يدفع الثمن أيها الآباء
أخبار متعلقة