ستظل اليمن مفخرة للعالم لما تقدمه من عطاء متجدد ليس من الآن وإنما من قديم الزمن ، فكم لاقت اليمن الكثير من المحن والفتن فتصدى أبناؤها لهذه المحن فخرجت اليمن منتصرة مهما فرض عليها من ويلات ومحن .. وما نشاهده اليوم ما هو إلا جزء من تلك المحن والفتن التي يتعرض لها الشعب ، فالإرهاب بكل أشكاله لا يثني عزيمة الشعب فالشعب قادر على الوقوف أمامها فالذهب لايخلو من الغش قال تعالى ( ويمحص الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة وفي الآخرة) . فالاستعمار كان يحاول إذلال الشعب اليمني في الجنوب كما فعل الإمام في الشمال لكن الشعب اليمني يقف ساكتا بل قدم قوافل الشهداء فحقق بذلك حريته المصاغة بالدماء. وعندما خرجت الجماهير اليمنية في عام 62و 63 م تحمي نفسها بنفسها وتقدم الشهداء لليمن فكان الإمام في الشمال والاستعمار في الجنوب يقمع تلك الثورات فهب الشباب للدفاع عن الثورة وعندما شكل أول لواء قوات مسلحة اندفع الشباب للانخراط بسلك الجندية وعندما كانت المؤامرة على اليمن شماله وجنوبه اندفع الجميع رجالاً ونساء يحمون الجمهورية وعندما اشتعلت الثورة في الجنوب المحتل 63م كان الشباب يحملون رؤوسهم ليدافعوا عن الجنوب والشمال وعندما حوصرت صنعاء في 67م ( حصار السبعين يوما) خرجت المرأة تحمل السلاح تدافع عن أول مكسب للثورة هو مصنع الغزل والنسيج وشكلت بذلك المقاومة الشعبية وكانت الرديف لقواتنا المسلحة ولم يتجزأ الشعب اليمني يوماً من الأيام حتى في زمن التجزئة من إمامه واستعمار . فالشعب اليمني ظل يبني ويدافع عن مكتسباته وعندما حوصرت صنعاء كان الشعب يشكل سياجاً للدفاع عن الثورة فهب رجاله ونساؤه للتضحية دفاعاً عن صنعاء وعن الثورة حتى تحققت الوحدة في 1990م لتنتهي تلك الحدود الاصطناعية التي فرضها الاستعمار والامامه وبدأ الشعب يبني نفسه ويشيد المصانع والمدارس والجامعات وظلت المؤامرات عليه واليوم لم تثنه المؤامرات والإرهاب والدسائس القائمة على تجزئة الشعب المتأصل بوحدته والتف حول ثورته ووحدته. وعبث الطامعون بمقدرات الشعب وبثروته وعمل الذين فقدوا مصالحهم بالوحدة ما عملوا فأشعلوا نار الفرقة بين الشعب ليجعلوا منه من جديد شمالاً وجنوباً وتحويله إلى طواف متناحرة لكن الشعب تنبه لذلك لتكون ثورة 11 فبراير 2011 ثورة الشبابية فهجمت على تلك الثورة الشباب لتفضح تلك الأيادي العابثة بمقدرات الشعب تلك الأيادي لتلتف على الثورة بدون هوادة لكن الشباب لم يبخلوا فقدموا قوافل من الشهداء لتحمي الثورة من جديد وسقوط أولئك العملاء ليشكل الشباب درعاً حصينة للثورة. أن الشهداء الذين سقطوا من اجل أن يظل اليمن موحداً سيظلون يقدمون دماءهم من اجل اليمن. لينتج من ذلك مؤتمر الحوار الوطني الذي جاء ليخرج الشعب اليمني من بوتقته الضيقة رغم المؤامرات والدسائس ورغم الأحقاد فعرف الشعب أين مكمن الخطر فقدم من جديد قوافل الشباب وقدم من جديد التضحيات من المثقفين والشباب لهذا المؤتمر حتى آتى ثماره ولن تعود تلك المؤامرات من جديد ولن تعود عجلة الماضي إلى الوراء وسنكون مقاومة شعبية تحمي اليمن .. تحية لمن قدم دما وعرقا لليمن ولتخسأ أعين الجبناء ولتقر أعين الشهداء فاليمن بخير واليمن اولا فوق الجميع ولن يبخل الشعب بتقديم قوافل الشهداء ليظل اليمن موحداً رغم الحاسدين والحاقدين والمتآمرين.
|
آراء
ويبقى اليمن
أخبار متعلقة