لقد اثبت فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ان هم الوطن وسلامة مواطنيه من أولوياته التي لا تقبل المساومة، ومن يقول غير ذلك فهو واهم ولم يدرك الرسائل والدلالات الواضحة التي تضمنها خطابه يوم الخميس خلال اجتماعه الاستثنائي باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي، وذلك حين فوت الفرصة على النافخين لكير الحرب الاهلية ومواجهة المتظاهرين من أبناء الشعب اليمني اياً كان الاختلاف والتباين مع افكارهم أو مرجعيتهم ومشروعية مطالبهم ومعاناتهم أو حتى أهدافهم، حيث تنبه فخامته من خطورة أولئك الذين يريدون إغراق البلد في حرب من الدماء من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية والانانية الضيقة وإدخال البلاد في أزمات جديدة الوطن والشعب في غنى عنها.ولعل الرئيس هادي استطاع باطلاقه لمبادرة المصالحة والحوار والشراكة السياسية ان يحفظ ويجنب الوطن وأبناءه شرور الحرب الاهلية وتداعياتها المدمرة ويحفظ ماء وجه الدولة وهيبتها بدعوته الحكيمة لجميع الأطراف السياسية للدخول في شراكة سياسية حقيقية لا تقصي أحداً أو تتجاهله .. حيث وضع كل الأطراف السياسية أمام خيار السلم وتغليب لغة العقل والحكمة على لغة القوة وذلك حينما دعا إلى تشكيل لجنة للحوار والتعاطي مع مختلف الأطراف من منطلق المصلحة الوطنية واحترام مطالبهم المشروعة في التظاهر بالطرق السلمية ولا أظنها تخرج عن السلمية كما شاهدناه حتى الآن.لقد كان رهان الرئيس هادي على إرادة الشعب اليمني في المضي قدماً نحو بناء الدولة المدنية الحديثة وبمشاركة كافة الأطراف والمكونات السياسية ودون تجاهل لأحد من أجل إسقاط كل الدعوات المشبوهة والهادفة لخلخلة الصف الوطني من أي طرف كان.وقد جاءت دعوة الرئيس هادي لقبوله بالحوار وبمبادرات الاحزاب السياسية وفي مقدمتها حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني والحزب الناصري وباقي المكونات السياسية لدراستها والخروج بحلول من شأنها التخفيف من الإصلاحات السعرية بما يحقق أمن واستقرار اليمن ويسهم في خروج البلاد من عنق الزجاجة وبناء مستقبله الجديد والأمن المستقر والبعيد عن الصراعات والاقتتال والمذهبية الممقوتة بين ابنائه.وهو بذلك الفعل فقد أكد على قدرته على قيادة اليمن إلى بر الأمان وقطع الطريق على المنتفعين والمزايدين من الاصطياد في الماء العكر، وهذا يمثل دلالة هامة على دراية ووعي فخامته بهذه الاطراف تقليدية كانت أم حداثية، وقد اثبت ان خيار السلم لديه مقدم على خيار الحرب التي باتت تقرع طبولها في صنعاء والتي لن يستفيد منها إلا أمراء الحروب وأعداء الوطن وسيكون الخاسر فيها الوطن والشعب.
نهج التوافق والشراكة السياسية هو السبيل لخروج اليمن من أزمته
أخبار متعلقة