المجتمع ( أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية ) تعَوُلُ وتعتمد عليه الدولة الرسمية والشرعية ، وأي دولة في العالم فى تطبيق القوانين ونشر التوعية ، والمساعدة والمساهمة في سير الحياة والسكينة في منطقتهم ، وغير ذلك فان تلك المنظومة سيكون هناك خلل واضطراب فيها ، قد يصل الى أن يصبح اخلالاً في الأمن النفسي والغذائي وبالتالي القومي ، فيصبح المجتمع غير آمن على حياته . وكلمتي الأمن الغذائي والأمن القومي تكادان أن تكونان معروفتين عند الكثير من القراء والمثقفين ، لذا تذهب كثير من الدول الى تخزين كميات هائلة من المواد الغذائية لمدد قد تصل الى بضع شهور تحسباً لأحداث وحروب وكوارث طبيعيه قد تقع ، وان ولجت الى مصطلح الأمن القومي فانه هنا يشمل القوم جميعآ بل الوطن جميعآ ، وبعض الدول الكبرى تعتبر أمنها القومي تمتد حدوده الى داخل حدود دول بعيده أخرى ذات سيادة مستقلة. لكن ماخفي لدى الكثير من الناس ، وماأريد الأشارة اليه هنا مصطلح الأمن النفسي ، وهي تلك الكلمه التي يتداولها الجميع بمسمى الأشاعه .تلك الأشاعه أو مصطلح الأمن النفسي اذا صح التعبير تلعب دوراً مهماً بين أفراد المجتمع ، وخصوصآ المجتمعات الأقل فقراً وتعليماً ، وهي نفسها تؤثر تأثيراً كبيراً في الأمن الغذائي والأمن القومي . في شهر رمضان الماضي وعندما كنت في وادي حضرموت في تلك الأيام ، وفي أيام ظهرت أكثر من مره عصابات الأرهاب من أنصار القتل وليس الأسلام باسم الدين في سيئون والقطن ، وطبيعي استغلت وجود خلل في الأمن القومي وظهروا على الملأ ، أعود وأقول في تلك الأيام من الشهر الكريم تداول الكثير من المواطنين بوسائل التواصل الأجتماعي أخباراً وحكايات لايصدقها العقل والمنطق ، وبدؤوا ( للأسف) ينشرونها بين بعضهم البعض وهي لاتمس للحقيقه بصلة ، ما أثر على نفسية المواطنين وأعمالهم وتحركهم ، لايختلف أثنان أن نشر أخبار وتداولها كتلك يساهم مساهمة فعالة وايجابية لتلك العصابات وتساهم مساهمه فعال سلبية على المجتمع ، حيث انتشر القلق والخوف والرعب بين الناس وساهموا هم بذلك دون أن يعلموا أنهم شركاء في نشر الخوف والرعب بين أفراد مجتمعهم في تسويقهم ونشرهم لتلك الفبركات الأخبارية بأنعدام الأمن النفسي والذي بالتأكيد يؤثر على الأمن القومي والغذائي .ومن المضحك هنا أن تأتيك رساله من صديق أو شاب على جوالك يقول أن الأرهابيين سيغزون غداً سيئون ، ورسالة أخرى تقول أنهم قد وصلوا ، وثالثة تقول أنهم قتلوا وسرقوا ونهبوا كذا وكذا وهكذا دواليك من الأخبار التي لن ينتج عنها الا اضطراب في النفس وخوف ورعب يقيد حركة الناس وأعمالهم وتجارتهم بين قرية وأخرى ، وفي النهاية يتضح للناس أن كل تلك ماهي الا فبركات واشاعات كان يفترض ألا يتداولوها لأنها في النهاية وخصوصاً في عصر الأتصالات الذي نعيشه ستؤثر عليهم جميعاً ، فالمسافر عندما تصله الرسال لن يتحرك ، والمغترب عندما ينوي قضاء اجازة العيد عند أهله سيتردد ، والسائح سيلغي فكرته ، والتاجر سيغلق متجره ، والطالب لن يذهب الى مدرسته ، والموظف لن يذهب الى عمله ، وعامل محطة البنزين سيغلق محطته ، بل حتى المزارع خوفاً على حياته لن يذهب الى مزرعته ، هنا يكون كل شي قد أُصِيَبْ بالشلل وتوقف ، وكأننا نقول للقتلة والأرهابيين تفضلوا أدخلوها سالمين . يفترض أن نعي دورنا كمواطنين وبشر أن مصالحنا وحياتنا مشتركة كل يعتمد على الآخر . فلا ننشر تلك الأخبار وكأنها نتائج مباريات كرة قدم ، لأننا بالتأكيد نساهم في صنع شلل للحياة العامة في مجتمعنا باخلالنا ومسنا بالأمن النفسي عند الناس وكأن ماحصل في أحد أيام شهر رمضان نتمنى أن يكون عبرة للناس فهل ندرك ذلك ونتعلم ؟.
فقدان الأمن النفسي يصيب حياتنا بالشلل
أخبار متعلقة