عبدالله عبدالرزاق باذيب، كان هنا قال كلمته ومضى في 16 اغسطس 1976، كثيرون قالوا كلاماً كثيراً عن الثورة والعمل مع الناس، كثيرون تحدثوا عن القضية الوطنية في اليمن، وعن ثورية عدن، لكنهم بما بلغوا من قدرة على الرصد والتفصيل لم يمتلكوا وضوحه وقوة منطقه.منذ ما قبل (المسيح الجديد الذي يتكلم الانجليزية) ذلك المقال الشهير الذي اجبر الاحتلال البريطاني على محاكمة القلم والفكر ومانتج من تلك المحاكمة من فضيحة للاستعمار وعلو كعب الرمز الذي امتشق القلم والفكر ليحلق في فضاء المعرفة بوطنية نحو القومية والاممية، بوطنية محطمة للأصنام بأفق ثقافي جديد، الى الذين يرون سلبيته في أمميته الاشتراكية التي تسبق قوميته او وطنيته او دينه ، تعالوا وتصفحوا حوارات الرجل مع علامة عدن و قامتها الدينية الراحل باحميش، تعالوا الى ذلك الارث التاريخي والنضالي الذي يتناول سياسة المستعمر في الجنوب، وموقفه المتقدم من فشل ثورة 1955، ناهيك عن قراءته الثاقبة لاتجاه الحركة القومية الناصرية وحركة الطلاب وموقف دول عدم الانحياز و السوفييت والصين الداعم لحركات قوى التحرر العالمي .هذا الرجل عرفته عن كثب بل كنت واحدة من افراد اسرته صديقة لزوجته الفاضلة مرام زوقري والدة اوسان وواعد ووضاح باذيب، اقترابي من محيطه الاسري لم ينقطع حتى اليوم وفاء لهذا الرجل ربما ، مبادئ زرعها في وجداننا ربما ، مازالت كلماته وزياراته عبقاً من ذكريات نتداولها في مجالسنا الاسرية والرفاقية، كان يحثنا على ان نتقدم في حواراتنا مع الآخر بوعي؛ يزرع فينا الثقة بقوة المنطق ،زرع فينا التعامل الانساني مع الخصوم.نتذكره وترسم في ملامحنا الابتسامة ، لان الرائع اذا لم تعرفوه اصطلاحا او لغويا ستجدونه في تراث الرجل في تفاصيله ويومياته، ستجدون المعنى الحقيقي لـ(الرائع) التي ننطقها بعفوية كلما انتابنا شعور بالنشوة اثناء تحقيق الهدف.مازالت الذكريات والمباني التي شغلها وزيراً او صحفياً او زائراً شاهدة على روعة الرجل و امكانياته، هذا الرائع الذي رحل جسدا مازال باقياً روحاً وفكراً في ثنايا ومنعطفات حياتنا كتجربة حياتية ناهيك عن النضالية المرتبطة بالعمل العام مع الناس بين اوساط البسطاء؛ هؤلاء البسطاء الذين استبعث اولادهم في منح دراسية منذ كان وزيرا للتربية والتعليم بسخاء بغير من ، ذلك لانهم هم الهدف الاسمى من الثورة من التغيير في فكر باذيب وكل الرائعين في العالم.[c1] مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة [/c]
في ذكرى (الرائع) الذي قيل إنه رحل
أخبار متعلقة